أولا : ان أباه كان هو المسؤول المباشر عنه ، والذي كان ينفذ عليه تعاليم مجتمعة ، ومن خلاله كان يتعرض إبراهيم لضغط المجتمع الفاسد ، ودفعه باتجاه عبادة الأصنام.
ثانيا : ان إبراهيم كان في مجتمع رجعي يقلّد الآباء ، ولذلك كان ينبغي أن يبدأ تحديه لهم حتى يصبح قدوة لكل من يعيش في مثل هذا المجتمع المتخلف.
[٧١] لقد اعترفوا بفسادهم ، وأنهم إنّما يعبدون أصناما لا تضر ولا تنفع.
(قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ)
نصلي لها ، ونديم عبادتها ، ولعل هذا التعبير يوحي بأنهم كانوا في شك من جدوائية عبادتهم لها ، وانما مضوا عليها اقتداء بالسابقين.
[٧٢] ان نظام الحياة قائم على النفع والضر ، وان فطرة الإنسان تهديه إلى الربّ في أوقات الشدة وعند الحاجة ، وهكذا سألهم إبراهيم : هل تستجيب هذه الأصنام عند الشدة ، حيث ينقطع رجاء الإنسان من الوسائل المتاحة له (كما يستجيب الرب سبحانه) أو هل تنفع أو تضر في الأوقات العادية؟!
(قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ)
في حال الشدة تتساقط الأوهام ، ويتعلق القلب بالخالق فلا يدعو غيره ، وهذا أكبر برهان على بطلان عبادة الأصنام.
[٧٣] (أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ)
هكذا ألقى إبراهيم حجرا كبيرا في محيط قلوبهم الراكد ، وأحدث فيها أمواجا