متلاحقة من الشك ، والواقع : إنّ زرع الشك في القلب بالنسبة إلى الوضع الفاسد خصوصا عند أولئك الجامدين يعتبر أكبر إنجاز.
ففي حوار بين طبيب هندي ملحد ، والإمام الصادق ـ عليه السلام ـ يلقي الامام الشك في روعه فيما يتعلق بعقائد الطبيب الفاسدة ، فيقول : لا ادري لعل في بعض ما ذكرت مدبرا ، وما ادري لعله ليس في شيء من ذلك؟
فيقول له الامام :
«اما إذا خرجت من حد الإنكار الى منزلة الشك ، فاني أرجو أن تخرج الى المعرفة» (١)
[٧٤] ولم يملك القوم حجة ، فأحالوا القضية إلى التراث الذي هو آفة المتدينين ، حيث يختلط بالدين في ذهن الناس بما يصعب فكاكه عنه.
(قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ)
[٧٥] هناك تجلى تحدي إبراهيم لقومه ، فأعلنها صراحة : أنني براء منكم ومما تعبدون ، لأن تلك الأصنام عدوة لي :
(قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ)
وهذا التعبير بالغ درجة كبيرة من الاستخفاف والسخرية.
[٧٦] (أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ)
__________________
(١) بحار الأنوار / ج (٣) / ص (١٥٥).