اي أنني لا أتحدى فقط آباءكم القريبين إليكم ، بل حتى أولئك الأكثر قداسة عندكم وهم الأقدمون. أليس المجتمع الرجعي يكتسب فيه القديم قيمة تتنامى مع مرور الزمان كأنه الخل أو الخمر؟!
[٧٧] (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي)
أنني أعاديه بصراحة ، لأنه هو الذي يعاديني.
لقد كانت تلك كلمة البراءة. أزال بها إبراهيم الحصانة التي خلعها أولئك الرجعيون على الأصنام ، ولعل إبراهيم (ع) استهدف أيضا من ذلك أمرين آخرين :
أولا : إثبات عدم قدرة الأصنام على الإضرار بأحد اثبت ذلك عمليّا ، حيث كان أولئك الجهلة يحذرون الأصنام ، ويتهيّبون ترك عبادتها ، فكان قدوة في الرفض ، وهكذا من يتبع نهج إبراهيم من المؤمنين الصادقين ، يرفضون التسليم للطغاة ، ويصبحون قدوة في ذلك ، حيث يثبتون بعملهم ان الطغاة ليسوا بمعجزين في الأرض.
ثانيا : إن الأصنام رمز النظام السياسي والاقتصادي ، وتقديسها حجر الزاوية في البناء الثقافي للمجتمع الجاهل ، وأن الاستمرار في عبادتها يعني استمرار الوضع الفاسد الذي يضر بالإنسان ، فالأصنام عدوة للإنسان فعلا ، وعلى الإنسان أن يتخذها عدوا.
ولا يكفي رفض الأصنام ، بل لا بد من التوجه الى الله ، لذلك قال إبراهيم (ع)
(إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ)