خَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ
هدى من الآيات :
تركيزا بعد القصص التي تليت ، وبيانا لمنهج الهي يقينا مصير الغابرين تأتي آيات هذا الدرس لتبين أولا : ان الحق أساس خلق السموات والأرض ، وحين نعرف ذلك نهتدي الى ان كل شيء يسير على هدى سنّة مفروضة عليه ، وعلينا ـ إذا ـ معرفة تلك السنن ان كنا نريد التعامل مع حقائق الخلق ، ولا يجوز ان نتمنى ان يكون العالم المحيط بنا على صورة نصنعها في أنفسنا ثم نتعامل مع تلك الصورة التي لا تمت الى الواقع بصلة كما يفعل الجاهلون ، وأكبر عقبة في طريق العلم هو التصورات الذاتية التي يتوهمها البشر ، ويزعم بأنها هي الحقائق الموضوعية.
وحين يثبت الوحي مبدأ الحق يبني عليه مبدأ المسؤولية ، فليس بالتمنيات تقدر ان تبلغ الحياة الفضلى ، انما بالسعي الرشيد ، والعمل الجاد المخلص تتّقي العقاب الإلهي.