ثانيا : ان معرفة هذا المبدأ بحاجة الى قابلية في القلب تأتي بالايمان والتسليم ، ذلك ان القلوب المغلقة لا تستطيع ان تستوعب هذا المبدأ الشامل.
العين تعجز عن التركيز على نور باهر ، والاذن لا تسمع الأصوات ذات الذبذبات العالية جدا ، وكذلك القلب فليس كل قلب قادرا على معرفة الحقائق الكبرى في العالمين ، وانما القلوب المؤمنة التي روّضت بالتقوى ، وبوركت بالوحي ، ونورها الله بنوره البهيّ قادرة على وعي هذه الحقيقة. ان محور الخليقة هو الحق «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ».
ثالثا : لكي نفهم هذا المبدأ ، ونعتبر بالتالي بعاقبة الذين اهلكهم الله بفسادهم وعنادهم ، لا بد ان نتلوا القرآن ، لنقرأ من خلال آياته آيات الله في الخليقة.
رابعا : وعلينا ان ندفع عن قلوبنا هجمات الشيطان التي لا تتوقف ، هذه الوساوس والظنون والتمنيات جنود الشيطان التي تحيط بالقلب احاطة السوار بالمعصم ، والصلاة وذكر الله حصن القلب ضدها.
خامسا : إيجاد علاقة إيجابية وبناءة مع أهل الكتب الالهية يساهم في تكريس وحدة الرسالات ، وبالتالي رفع مستوى الوعي الايماني للبشرية ، وبالرغم من ان الجاهلين قد أوغلوا في الكتب السابقة تحريفا وتأويلا باطلا ، وبالرغم من وجود نواقص في الكتب أتمها الإسلام ، الا ان علينا احترام أهلها وعدم الجدل معهم الا بالتي هي أحسن.
ويمضي السياق في بيان جدل الكفار في رسالة النبي ويرد شبهاتهم ويقول : ان الرسول لم يكن يتلو من قبل كتابا ولا يخطه بيمينه حتى لا يرتاب المبطلون في صدق نزول الكتاب من الله عليه.