آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً
هدى من الآيات :
الهجرة مرحلة ضرورية لكل الرسالات والحركات الرسالية السائرة على خطأها عبر الزمن ، فهي تنفع الإنسان تزكية لنفسه ، وبلورة لشخصيته ، واستقامة على الحق بما فيها من ساعات صعبة حبلى بالمشاكل والألم ، فالمهاجر يقتلع نفسه من مجتمعة ، ويعيش غريبا ، مجهول المصير ، ولعل تلك الساعة التي آوى فيها موسى الى ظل الشجرة كانت من تلك الساعات ، فهو الآن جائع ومتعب من وعثاء السفر ، في بلد لا يعرف فيه أحدا ، بالإضافة الى هموم شعبه المستضعف ، وربما كان خوف فرعون لا يزال يلاحقه ، ولم يتخلص منه نهائيا إلا بعد أن أخبره شعيب بأنه قد نجى ـ فعلا ـ من القوم الظالمين.
أما الوجه الآخر للهجرة ، فهي رحمة الله التي ترعى المجاهدين ، وفي هذه الآيات الكريمة نجد حديثا عن أبواب الرحمة والبركة التي فتحها الى نبيه موسى (ع) فقد