دليل هؤلاء على عدم وجود الآخرة أنّها قد تأخّرت ، ولكن هل إنّ عدم وقوع شيء بالأمس أو اليوم دليل على أنّه لن يقع في المستقبل؟
[٧٢] (قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ)
إنّكم تستبعدون يوم الجزاء ، ولكن ما يدريكم ربما يحلّ بكم قريبا ، وكلمة «ردف» تدلّ على القرب ، إذ ليس ثمّة مسافة بين المترادفين على دابّة واحدة ، ثم إنّ العذاب الأشد هو عذاب القيامة ، ومن الغباء استعجال مثل هذا العذاب!
[٧٣] وتسأل : لماذا يؤخر الله العذاب؟
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ)
إنّ التأخير تفضّل من الله ، ولكنّ الناس لا يستفيدون من هذه الفرصة بالتوبة ، بل لا يزالون يزدادون كفرا على كفر حتى يحلّ بهم الأجل ، (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ).