بالتحديث.
ولا ريب ان قسما من الناس السذج يعجبون بمثل هذه الأعمال ، فيتصورون الطاغوت بقوتها وضخامتها ، وفرعون عند ما يبني هذا الصرح أو تلك الأهرامات فلكي يغطي بها الاهتزاز الذي أصاب كيانه الجاهلي بسبب رسالة موسى (ع).
واليوم نجد كثيرا من الانظمة الفاسدة تكدس الأسلحة ، وتعقد الصفقات الواحدة بعد الاخرى لتتظاهر أمام شعبها بالقوة ، ولعل الآية توحي بنظرية في علم الاجتماع تقول : ان التضخم المادي ينبأ بخلل داخلي يعاني منه المجتمع أو النظام السائد فيه ، وكما المتكبر يستعلي عند ما يحس بعقدة الضعة في نفسه ، كذلك المجتمع المغرور داخليا يهتم بمظاهر الأبهّة كبناء القصور الضخمة ، أو المعابد الكبيرة ، أو ما أشبه لتأخير حالة الانهيار.
الهدف الثاني : الهاء الناس ، وسدّ فراغهم بقضايا هامشيّة ، فترى الحكومات عند ما تشعر بالفشل ، وانها أقل من طموحات الشعب تشجع لعب الكرة ، وفي الارجنتين حينما حدث الانقلاب العسكري ، وخرجت الناس الى الشوارع مطالبة بالحكم المدني استدعت الحكومة العسكرية الدورة العالمية لكرة القدم ، ومن خطط ال (سي. آي. أ) التي عملت الانقلاب ، ان جعلت الكأس للارجنتين. وكأنهم يريدون القول للشعب : إذا فشلنا في بناء دولة ديمقراطية حرة ، واقتصاد وطني ، فقد جلبنا لكم كأس العالم.
ان الشعب الذي يكون أكبر طموحاته اللعب بالكرة ، وأفضل رموزه لاعبيها ، لا يفكر في الثورة على طواغيته.
أئمة النار :
[٣٩] والطاغوت حينما ينبي القصور ، أو يجمع المال والسلاح ، يتصور أنه صار