«وأعوذ بك من علم لا ينفع» (١)
يقصد به العلم الذي لا يعمل به.
وعند ما لا يعمل الإنسان بالعلم فإنه يضلّ ويجهل ، بل وينسى العلم نفسه ، أما حين يعمل به فسوف تكون النتيجة هي السعادة واللطف الإلهي (الرحمة) ماديّا ومعنويا.
والسؤال ما هو هدف هذه الرسالة التي تشتمل على البصائر ، والهدى ، والرحمة؟
(لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
وماذا يتذكر الناس؟
يتذكرون ميثاقهم مع الله ، فيعودون الى فطرتهم ، لأن من خصائص الرسالة انها ترفع الحجب عن قلب البشر ، ونستوحي من هذه الآية : أن العامل الأخير في الهدى حركة الإنسان نفسه ، فالبصائر والهدى والرحمة من عند الله ، أما التذكر فهو مسئولية الإنسان نفسه.
[٤٤] ثم يذكرنا السياق بان النبي لم يكن حاضرا الجهة الغربية التي كان النبي موسى (ع) يسير إليها من مدين الى مصر ، حين استقبل لأول مرّة الوحي الإلهي ، ولم يكن هناك من الشاهدين ليصف تلك الحوادث هذا الوصف الدقيق الرائع ، ولكن الله سبحانه أوحى بالقرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي كانوا فيه يختلفون ، وهذا دليل صدق هذه الرسالة.
__________________
(١) مفاتيح الجنان / تعقيب صلاة العصر.