وجاء في تفسير علي بن إبراهيم : إنهم عنوا بالأرذلين الفقراء ، وجاء في تفاسير أخرى معان مشابهة كأصحاب المهن الدنيئة أو المساكين.
[١١٢ ـ ١١٣] (قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ* إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ)
أي إنّي لا أعلم عنهم إلّا خيرا ، فقد دعوتهم فاستجابوا لي ، وما انا بمحاسبهم ان حسابهم الا على ربي.
[١١٤] (وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ)
لست مستعدا للخضوع إليكم بطرد المؤمنين ، وإنّما أنا نذير لكل الناس.
وهنا نلاحظ أن نبي الله نوح (ع) رفض ان يكون دينه دين المستكبرين ، فالمستضعفون إن كانوا مؤمنين مخلصين فهم خير من المستكبرين ، والدين ليس ملكا لنوح (ع) انه ملك لله ، فلا يحق له طرد المؤمنين.
[١١٥] (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ)
هذه حدود مسئولياتي ، ما أنا إلّا نذير مبين ، ومن دخل في رحاب الله فالله أولى به.
[١١٦] (قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ)
انتهى دور الحجة ، وجاء دور التهديد ، فهددوه (ع) بأنه ان لم يكفّ عن دعوته ليكونن من المرجومين ، لأنه يلحق الضرر بكيانهم الاقتصادي ، والاجتماعي ـ في زعمهم ـ إذ كان يحرض ـ فيما يبدو ـ صغار القوم على كبارهم ـ لأنه كان