يقرب منها من جيحون (١) ، وهو نهر بلخ (٢) ، فأما ما عن يمين الخط الأعظم مما يلي بحر الهند (٣) فهو من نيسابور إلى هراة ذات اليمين للمشرق عشر مراحل.
وهراة من أكثر بلاد خراسان عمارة وأحسنه وجوه أهل. افتتحها الأحنف بن قيس في خلافة عثمان ، وأهلها أشراف من العجم وبها قوم من العرب وشربها من العيون والأودية ، وخراجها داخل في خراج خراسان.
بوشنج
ومن هراة إلى بوشنج (٤) مرحلة ، وبوشنج بلد طاهر بن الحسين بن مصعب (٥).
__________________
(١) جيحون : اسم أعجمي ، نهر سمي بذلك لاجتياحه الأرضين ، قال حمزة : أصل اسم جيحون بالفارسية هارون ، ويقال له : نهر بلخ. وهو اسم وادي خراسان على وسط مدينة يقال لها : جيهان ، فنسبه الناس إليها وقالوا : جيحون ، على عادتهم في قلب الألفاظ ، قال ابن الفقيه : يجيء جيحون من موضع يقال له : ريو ساران ، وهو جبل يتصل بناحية السند ، والهند ، وكابل. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٢٢٨).
(٢) بلخ : مدينة مشهورة بخراسان من أجلّ مدنها ، وأكثرها خيرا ، وأوسعها غلّة ، تحمل غلّتها إلى جميع خراسان وإلى خوارزم ، قيل : إن أول من بناها لهراسف الملك لما خرّب صاحبه بخت نصر بيت المقدس. (معجم البلدان ج ١ / ص ٥٦٨).
(٣) بحر الهند : هو أعظم البحار ، وأوسعها ، وأكثرها جزائر ، وأبسطها على سواحله مدنا ، وهو يمرّ بجبل ساتدما ، ولا يأتي يوم من الدهر إلا سفك على هذا الجبل دم. (معجم البلدان ج ١ / ص ٤١٠).
(٤) بوشنج : بليدة نزهة خصيبة في واد مشجّر من نواحي هراة ، وينسب إلى بوشنج خلق كثير من أهل العلم. (معجم البلدان ج ١ / ص ٦٠٢).
(٥) طاهر بن الحسين بن مصعب الخزاعي ، أبو الطيّب ، وأبو طلحة ، من كبار الوزراء والقواد ، أدبا وحكمة وشجاعة ، وهو الذي وطّد الملك للمأمون العباسي ، ولد في بوشنج سنة ١٥٩ ه / ٧٧٥ م ، وسكن بغداد ، فاتصل بالمأمون في صباه ، وكانت لأبيه منزلة عند الرشيد ، ولما مات الرشيد وولي الأمين كان المأمون في مرو ، فانتدب طاهر للزحف إلى بغداد فهاجمها وظفر بالأمين وقتله سنة ١٩٨ ه ، وعقد البيعة للمأمون ، فولّاه شرطة بغداد ، ثم ولّاه الموصل ، وبلاد الجزيرة ، والشام ، والمغرب ، في السنة نفسها سنة ١٩٨ ه ، وخراسان سنة ٢٠٥ ه ، وكان في نفس المأمون شيء عليه لقتله أخاه الأمين بغير مشورته ، ولعله شعر بذلك ، فلما استقر في خراسان قطع خطبة المأمون ، يوم جمعة ، فقتله أحد غلمانه في تلك الليلة ، بمرو ، وقيل : مات مسموما ، ولقب بذي اليمينين لأنه ضرب رجلا بشماله فقدّه نصفين ، أو لأنه ولي العراق وخراسان ، لقّبه بذلك المأمون ، كانت وفاته سنة ٢٠٧ ه / ٨٢٢ م.