ودّان
ومن أعمال برقة المضافة كانت إليها ودّان (١) وهو بلد يؤتى من مفازة وهو مما يضاف إلى عمل سرت.
ومن مدينة سرت إليه مما يلي القبلة خمس مراحل وبه قوم مسلمون يدّعون أنهم عرب من يمن وأكثرهم من مزاتة وهم الغالبون عليه. وأكثر ما يحمل منه التمر فإن به أصناف التمور وإنما يتولاه رجل من أهله وليس له خراج.
زويلة
ووراء ذلك بلد زويلة (٢) مما يلي القبلة وهم قوم مسلمون إباضية كلهم يحجون البيت الحرام وأكثرهم رواية ويخرجون الرقيق السودان من الميريين والزغاويين والمرويين وغيرهم من أجناس السودان لقربهم منهم وهم يسبونهم ، وبلغني أن ملوك السودان يبيعون السودان من غير شيء ولا حرب.
ومن زويلة الجلود الزويلية ، وهي أرض نخل ومزدرع درة وغيرها ، وبها أخلاط من أهل خراسان من البصرة والكوفة.
ووراء زويلة على خمس عشرة مرحلة مدينة يقال لها : «كوار» بها قوم من المسلمين من سائر الأجياء أكثرهم بربر يأتون بالسودان.
وبين زويلة ومدينة كوار وما يلي زويلة إلى طريق أوجلة (٣) وأجدابية (٤) قوم يقال لهم : لمطة أشبه شيء بالبربر ، وهم أصحاب الدرق اللمطية البيض.
__________________
(١) ودّان : ثلاثة مواضع : أحدها بين مكة والمدينة قرية جامعة من نواحي الفرع ، وقال البكري : ودّان مدينة في جنوبي أفريقيا بينها وبين زويلة عشرة أيام من جهة أفريقيا. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٤٢١).
(٢) زويلة : مدينة في أول حدود بلاد السودان ، وفيها جامع ، وأسواق ، وحمّام ، وبها نخيل ، وبساط للزرع. (معجم البلدان ج ٣ / ص ١٧٩).
(٣) أوجلة : مدينة في جنوبي برقة نحو المغرب ضاربة في البرّ. (معجم البلدان ج ١ / ص ٣٢٨).
(٤) أجدابية : هو بلد بين برقة وطرابلس الغرب ، بينه وبين زويلة نحو الشهر سيرا. (معجم البلدان ج ١ / ص ١٢٥).