قزوين وزنجان
ومن أراد من الدينور إلى قزوين (١) وزنجان خرج من الدينور إلى مدينة أبهر (٢) وتشعبت به الطرق ، فإن قصد زنجان (٣) كان مسيره من أبهر إلى زنجان ، ثم سار إلى مدينة قزوين.
وقزوين عادلة عن معظم الطريق وهي في سفح جبل يتاخم الديلم (٤) ، ولها واديان يقال لأحدهما الوادي الكبير وللآخر وادي سيرم يجري فيهما الماء في أيام الشتاء ، وينقطع في أيام الصيف.
وأهلها أخلاط من العرب والعجم ، وبها آثار للعجم وبيوت نيران ، وخراجها مع خراج زنجان ألف ألف وخمسمائة ألف.
وتشعّبت منها الطرق إلى همذان ، وإلى الدينور ، وإلى شهرزور (٥) ، وإلى
__________________
(١) قزوين : بالفتح ، مدينة مشهورة بينها وبين الرّيّ سبعة وعشرون فرسخا ، وإلى أبهر اثنا عشر فرسخا ، وهي في الإقليم الرابع. قال ابن الفقيه : أوّل من استحدثها سابور ذو الأكتاف ، قال : وحصن قزوين يسمى كشرين بالفارسية بينه وبين الديلم جبل كانت ملوك الأرض تجعل فيه رابطة من الأساورة يدفعون الديلم إذ لم يكن بينهم هدنة ويحفظون بلدهم من اللصوص.(معجم البلدان ج ٤ / ص ٣٨٩).
(٢) أبهر : يجوز أن يكون أصله في اللغة من الأبهر ، وهو عجس القوس ، أو من البهر وهو الغلبة ، وأبهر مدينة مشهورة بين قزوين وزنجان وهمذان من نواحي الجبل ، والعجم يسمّونها أوهر ، وقال بعض العجم : معنى أبهر مركّب من آب ، وهو الماء ، وهر ، وهي الرحا ، كأنه ماء الرحا. (معجم البلدان ج ١ / ص ١٠٥).
(٣) زنجان : بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، بلد كبير مشهور من نواحي الجبال بين آذربيجان وبينها ، وهي قريبة من أبهر وقزوين ، والعجم يقولون : زنكان ، افتتحها عنوة البرّاء بن عازب أيام خلافة عثمان بن عفان الخليفة الراشدي الثالث رضي الله عنه. (معجم البلدان ج ٣ / ص ١٧١).
(٤) الديلم : هو الموت ، والديلم : الأعداء ، والنمل الأسود ، والديلم : جيل سمّوا بأرضهم في قول بعض أهل الأثر ، وليس باسم لأب لهم ، والديلم في الإقليم الرابع وقد سبق التعريف بهم استنادا إلى كتاب صبح الأعشى وهذا التعريف استنادا إلى (معجم البلدان ج ٢ / ص ٦١٤).
(٥) شهرزور : وهي في الإقليم الرابع ، كورة واسعة في الجبال بين إربل وهمذان أحدثها زور بن الضحّاك ، ومعنى شهر بالفارسية المدينة ، وأهل هذه النواحي كلّهم أكراد. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٤٢٥).