حصينة لا يوصل إليها يقال لها حزربدين لا يوصل إليها لما دونها من الجبال الخشنة والمسالك الحزنة والأودية الصعبة والقلاع المنيعة ، ولها طريق من كرمان وطريق من سجستان وبها ملك منيع لا يكاد يؤدي الطاعة إلا أن الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك لما ولي خراسان للرشيد سنة ست وسبعين ومائة (١) ، وجه إلى أرض كابل شاه جيوشا عليهم إبراهيم بن جبريل وأنهض معه الملوك من بلاد طخارستان والدهاقين.
وكان في الملوك الحسن الشير ملك باميان فصاروا إلى البلاد وفتحوا مدينة الغوروند ، وفج غوروند ، وسار حود ، وسدل إستان ، وشاه بهار التي فيها الصنم الذي يعبدونه فهدم وحرق بالنار واستأمن إلى الفضل بن يحيى من ملوك مدن كابل شاه أهل مدينة كاوسان مع عفريكس ملكهم ، وأهل مدينة المازران ، وأهل مدينة سرحرد مع ملوكهم فأعطاهم الأمان ووجهوا بالرهائن.
ومدينة كابل العظمى التي يقال لها : جروس افتتحها عبد الرحمن بن سمرة في خلافة عثمان بن عفان ، وهي منغلقة في هذا الوقت إلا أن التجار يدخلون إليها ويحملون الإهليلج الكابلي الكبار.
مرو رود
وأما البلدان التي من مدينة مرو إلى مدينة بلخ فمن مدينة مرو إلى مرو رود (٢) خمس مراحل ، ومرورود افتتحها الأحنف بن قيس ، وهو من قبل عبد الله بن عامر بن كريز في خلافة عثمان سنة إحدى وثلاثين ، ومن مرو رود إلى بلخ ومن سلك منها إلى زم ، وهي على نهر بلخ ، وإلى آمل وهي على نهر بلخ أيضا وبينها وبين مرو ست رحلات ، فهذه البلدان التي تلي بحر الهند من كور خراسان.
فأما البلدان التي تيمن نهر بلخ فالترمذ وهي مدينة جليلة على نهر بلخ الأعظم في الجانب الشرقي منه لأن مدينة بلخ من الجانب الغربي من النهر ، وهي مدينة آهلة
__________________
(١) في ترجمة الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك : أن الرشيد استوزره مدة قصيرة ، ثم ولاه خراسان سنة ١٧٨ ه. (الأعلام ج ٥ / ص ١٥١).
(٢) مرو رود : ضبطها صاحب معجم البلدان مرو الروذ ، المرو : الحجارة البيض تقتدح بها النار ، ولا يكون أسود ولا أحمر ، والروذ بالفارسية النهر ، فكأنه مرو النهر ، وهي مدينة قريبة من مرو الشاهجان ، وهي على نهر عظيم. (معجم البلدان ج ٥ / ص ١٣٢).