وأهل هذه الكور كلها قوم من الفرس نقلهم إليها معاوية بن أبي سفيان ، وكل كور دمشق افتتحها أبو عبيدة بن الجراح في خلافة عمر بن الخطاب سنة أربع عشرة وخراج دمشق سوى الضياع يبلغ ثلاثمائة دينار.
جند الأردن
ومن مدينة دمشق إلى جند الأردن (١) أربع مراحل ، أولها جاسم من عمل دمشق ، وخسفين (٢) من عمل دمشق ، وفيق ذات العقبة المذكورة ومنها إلى مدينة طبرية (٣) وهي مدينة الأردن ، وهي في أسفل جبل على بحيرة جليلة يخرج منها نهر الأردن المشهور وفي مدينة طبرية مياه تنبع حارة تفور في الصيف والشتاء ولا تنقطع فتدخل المياه الحارة إلى حماماتهم ولا يحتاجون لها إلى وقود وأهل مدينة طبرية قوم من الأشعريين هم الغالبون عليها.
ولجند الأردن من الكور صور وهي مدينة السواحل وبها دار الصناعة ومنها تخرج مراكب السلطان لغزو الروم وهي حصينة جليلة وأهلها أخلاط من الناس.
ومدينة عكا (٤) وهي من السواحل ، وقدس (٥) وهي من أجل كوره ، وببسان وفحل
__________________
ـ عليها بغدوين الإفرنجي الذي ملك القدس. (معجم البلدان ج ١ / ص ٦٢٣).
(١) الأردن : هي كورة واسعة منها : الغور ، وطبرية ، وصور ، وعكا. (معجم البلدان ج ١ / ص ١٧٦).
(٢) خسفين : قرية من أعمال حوران بعد نوى في طريق مصر بين نوى والأردن ، وبينها وبين دمشق خمسة عشر فرسخا. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤٢٤).
(٣) طبرية : وهي بليدة مطلّة على البحيرة المعروفة ببحيرة طبرية وهي في طرف جبل ، وجبل الطور مطلّ عليها ، بينها وبين دمشق ثلاثة أيّام ، وبينها وبين بيت المقدس ثلاثة أيام ، وبينها وبين مكة يومان ، وهي مستطيلة على البحيرة عرضها قليل حتى تنتهي إلى جبل صغير فعنده آخر عمارة. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٢٠).
(٤) عكا : اسم بلد على ساحل بحر الشام ، وهي من أحسن بلاد الساحل وأعمرها ، قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر البشاري : هي مدينة حصينة كبيرة الجامع فيها غابة زيتون. (معجم البلدان ج ٤ / ص ١٦٢).
(٥) قدس : أو بيت المقدّس ، أو المقدس ، والمقدّس في اللغة المنزّه ، وفي الخبر : من صلّى من بيت المقدس فكأنما صلّى في السماء. ويمنع الدجّال من دخوله ، ويهلك يأجوج ومأجوج دونه. وفيه حسنات كثيرة وفضائل جليلة لا مجال لذكرها هنا. (معجم البلدان ج ٥ / ص ١٩٣).