وبطون لواتة يقولون إنهم من ولد لواتة بن بر بن قيس عيلان ، وبعضهم يقول إنهم قوم من لخم كان أولهم من أهل الشام فنقلوا إلى هذه الديار ، وبعضهم يقول إنهم من الروم.
سرت
ومن مدينة أجدابية إلى مدينة سرت (١) على ساحل البحر المالح خمس مراحل ، مرحلة منها من ديار لواتة ، وفيهم قوم من مزاتة وهم الغالبون عليها منها الفاروج وقصر العطش واليهودية وقصر العبادي ومدينة سرت وأهل هذه المنازل وأهل مدينة سرت منداسة ومحنحا وفنطاس وغيرهم ، آخر منازلهم على مرحلتين من مدينة سرت بموضع يقال له تورغة وهو آخر حد برقة ، ومزاتة كلها إباضية (٢) على أنهم لا يفقهون ولا دين لهم.
وخراج برقة قانون قائم كان الرشيد وجه بمولى له ، يقال له بشار فوزع خراج الأرض بأربعة وعشرين ألف دينار على كل ضيعة شيء معلوم سوى الأعشار والصدقات والجوالي ، ومبلغ الأعشار والصدقات والجوالي خمسة عشر ألف دينار ، ربما زاد وربما نقص ، والأعشار للمواضع التي لا زيتون بها ولا شجر ولا قرى مقراة.
ولبرقة عمل يقال له : أوجلة وهو في مفازة مغرب لمن أراد الخروج إليها ينحرف إلى القبلة ، ثم يصير إلى مدينتين يقال لإحداهما جالو وللأخرى ودّان ولهما النخل والتمر والقسب الذي لا شيء أجود منه ، وأرض ودان لآنقهما.
__________________
(١) سرت : مدينة على ساحل البحر الرومي بين برقة وطرابلس الغرب لا بأس بها ، وفي سمتها من ناحية الجنوب في البر أجدابيّة ، ومنها يقصد إلى طرابلس الغرب ، وهي مدينة كبيرة على سيف البحر عليها سور من طوب وبها جامع وحمّام وأسواق. ولها ثلاثة أبواب : قبلي وجنوبي وباب صغير إلى البحر ليس حولها أرباض ، ولهم نخل وبساتين وآبار عذبة وجباب كثيرة. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٢٣٢).
(٢) الإباضيّة : فرقة من الخوارج تنسب إلى عبد الله بن إباض ، قاموا بثورات متعدّدة على الخلفاء أهمها ثورة عبد الله بن يحيى سنة ١٢٩ ه / ٧٤٧ م ، وبسطوا نفوذهم على اليمن وحضرموت ، وثاروا على العباسيين في عمان فأخمد السفّاح عصيانهم ولم يتمكّن من القضاء على حركتهم الفكرية والروحية التي انتشرت في عمان وزنجبار وشمالي أفريقيا حيث أصبحت مذهب البربر القومي فأسسو الدولة الرستميّة ، معروفون حتى يومنا في زنجبار وعمان وأفريقيا الشمالية ولا سيّما في الجزائر. (المنجد في اللغة والأعلام).