كريز في خلافة عثمان وشرب أهلها من الآبار ، ليس لها نهر ولا عين وبها قوم من [...](١) ومبلغ خراجها ألف ألف درهم وهو داخل في خراج خراسان.
مرو
ومن سرخس على الخط الأعظم إلى مرو (٢) ست مراحل ، أولها اشتر مغاك ثم تلستانه ثم الدندانقان (٣) ثم كنوكرد ، وهي ضياع آل علي بن هشام بن فرخسرو ، وهذه المنازل في مفازة برية وكل منزل منها فيه حصن يتحصّن أهله فيه من الترك لأنهم ربما طرقوا بعض هذه المنازل ، ثم مرو وهي أجلّ كور خراسان.
افتتحها حاتم بن النعمان الباهلي وهو من قبل عبد الله بن عامر في خلافة عثمان.
ويقال : إن الأحنف بن قيس (٤) حضر فتحها وذلك في سنة إحدى وثلاثين ،
__________________
ـ عبد الملك بن مروان يدعوه إلى طاعته ، فأبى ، فلما قتل مصعب بن الزبير بعث إليه عبد الملك برأسه ، فغسله وصلّى عليه ، ثم انتقض عليه أهل خراسان ، فقتلوه سنة ٧٤ ه / ٦٩١ م وأرسلوا رأسه إلى عبد الملك.
(١) بياض في الأصل.
(٢) مرو : أشهر مدن خراسان وقصبتها ، والنسبة إليها مروزيّ على غير القياس ، والثوب مروي على القياس ، أما لفظ مرو فهو بالعربية الحجارة البيض التي يقتدح بها ، قال ياقوت : إلّا أن هذا عربي ، ومرو عجمية ، ثم لم أر بها من هذه الحجارة شيئا البتة ، وقد روي عن بريدة بن الحصيب ، أحد الصحابة ، أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : «يا بريدة إنه سيبعث من بعدي بعوث فإذا بعثت فكن في بعث المشرق ، ثم كن في بعث خراسان ، ثم كن في بعث أرض يقال لها مرو إذا أتيتها فانزل مدينتها فإنه بناها ذو القرنين وصلّى فيها عزير أنهارها تجري بالبركة ، على كل نقب منها ملك شاهر سيفه يدفع عن أهلها السوء إلى يوم القيامة». فقدمها بريدة وأقام بها إلى أن مات وقبره بها. (معجم البلدان ج ٥ / ص ١٣٢).
(٣) الدندانقان : بلدة من نواحي مرو ، وهي بين سرخس ومرو ، وهي خراب خرّبها الأتراك ، فقتلوا بعض أهلها وتفرّق الباقون ، لأن عسكر خراسان دخلها وتحصّن بها. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٥٤٣).
(٤) الأحنف بن قيس بن معاوية بن حصين المري السعدي المنقري التميمي ، أبو بحر ، سيد تميم ، وأحد العظماء الدهاة الفصحاء الشجعان الفاتحين ، يضرب به المثل في الحلم ، ولد في البصرة وأدرك النبي صلّى الله عليه وسلّم ولم يره ، وفد على عمر بن الخطاب حين آلت الخلافة إليه في المدينة فأستبقاه عمر ، فمكث عاما ، وأذن له فعاد إلى البصرة ، فكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري : أما بعد ، فادن الأحنف وشاوره واسمع منه ... إلخ ، وشهد الفتوح في خراسان واعتزل الفتنة يوم الجمل ، ثم شهد صفّين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ولما انتظم ـ