ومن أراد أن يسلك على طريق مدينة الرسول صلّى الله عليه وسلّم أخذ من مدين إلى منزل يقال له : أغراء ، ثم إلى قالس (١) ، ثم إلى شغب ، ثم إلى بدا ، ثم إلى السقيا ، ثم إلى ذي المروة ، ثم إلى ذي جشب ، ثم إلى المدينة فهذه المنازل من مصر إلى مكة والمدينة.
المغرب
فأما من أراد أن يسلك من مصر إلى برقة وأقاصي المغرب (٢) نفذ من الفسطاط في الجانب الغربي من النيل حتى يأتي ترنوط ، ثم يصير إلى منزل يعرف بالمنى قد أقفر أهله ، ثم إلى الدير الكبير المعروف ببومينا وفيه الكنيسة الموصوفة العجيبة البناء الكثيرة الرخام ، ثم إلى المنزل المعروف بذات الحمام وفيه مسجد جامع وهو من عمل كورة الإسكندرية ، ثم يصير في منازل لبني مدلج في البرية بعضها على الساحل وبعضها بالقرب من الساحل. منها : المنزل المعروف بالطاحونة ، والمنزل المعروف بالكنائس ، والمنزل المعروف بجب العوسج ، ثم يصير في عمل لوبية وهي كورة تجري مجرى كور الإسكندرية.
منها : منزل يعرف بمنزل معن ، ثم المنزل المعروف بقصر الشماس ، ثم خربة القوم ، ثم الرمادة وهي أول منازل البربر يسكنها قوم من مزاته وغيرهم من العجم القدم وبها قوم من العرب من بلى وجهينة وبني مدلج وأخلاط ، ثم يصير إلى عقبة وهي على ساحل البحر المالح صعبة المسلك حزنة خشنة مخوفة فإذا علاها صار إلى منزل يعرف بالقصر الأبيض ، ثم مغاير رقيم ، ثم قصور الروم ، ثم جب الرمل وهذه ديار البربر من ماصلة بن لواتة وأخلاط من الناس ، ثم يصير إلى وادي مخيل وهو منزل كالمدينة به المسجد الجامع وبرك الماء وأسواق قائمة وحصن حصين وفيه أخلاط من الناس وأكثرهم البربر من ماصلة وزنارة ومصعوبة ومراوة وفطيطة.
ومن وادي مخيل إلى مدينة برقة ثلاث مراحل في ديار البربر من مراوة ومفرطة ومصعوبة وزكودة وغيرهم من بطون لواتة.
__________________
(١) قالس : موضع أقطعه النبي صلّى الله عليه وسلّم بني الأحب من عذرة. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٣٣٩).
(٢) المغرب : ضد المشرق ، وهي بلاد واسعة كثيرة ووعثاء شاسعة ، قال بعضهم : حدّها من مدينة مليانة وهي آخر حدود أفريقيا إلى آخر جبال السوس التي وراءها البحر المحيط وتدخل فيه جزيرة الأندلس. (معجم البلدان ج ٥ / ص ١٨٨).