واسع ، وله مدن جليلة منيعة حصينة منها : دبّوسية (١) ، وكشّانية (٢) ، وكشّ ، ونسف (٣) ، وهي نخشب.
افتتح هذه الكور أعني كور الصغد قتيبة بن مسلم الباهلي أيام الوليد بن عبد الملك.
سمرقند
ومن كشّ إلى مدينة الصغد العظمى أربع مراحل ، وسمرقند (٤) من أجل البلدان وأعظمها قدرا وأشدها امتناعا وأكثرها رجالا وأشدها بطلا وأصبرها محاربا وهي نحر الترك.
انغلقت سمرقند بعد أن افتتحت عدة مرارا لمنعتها وشجاعة رجالها وشدة أبطالها.
افتتحها قتيبة بن مسلم الباهلي في أيام الوليد بن عبد الملك وصالح دهاقينها وملوكها ، وكان عليها سور عظيم فانهدم فبناه الرشيد أمير المؤمنين.
ولها نهر عظيم يأتي من بلاد الترك كالفرات يقال له : باسف يجري في أرض سمرقند ، ثم إلى بلاد الصغد ، ثم إلى أسروشنة (٥) ، ويعم بلاد سمرقند ، وإشتاخنج ،
__________________
ـ وقيل : جنان الدنيا أربع : غوطة دمشق ، وصغد سمرقند ، ونهر الأبلة ، وشعب بوّان. وهي قرى متصلة خلال الأشجار والبساتين من سمرقند إلى قريب من بخارى لا تبين القرية حتى تأتيها لالتحاف الأشجار بها ، وهي من أطيب أرض الله ، كثيرة الأشجار غزيرة الأنهار متجاوبة الأطيار. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٤٦٤).
(١) دبّوسيّة : بليد من أعمال الصغد من ما وراء النهر. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤٩٩).
(٢) كشانية : بلدة بنواحي سمرقند شمالي وادي الصغد ، بينها وبين سمرقند اثنا عشر فرسخا ، وهي قلب مدن الصغد ، وأهلها أيسر من جميع مدن الصغد. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٥٢٤).
(٣) نسف : هي مدينة كبيرة الأهل والرستاق بين جيحون وسمرقند ، لها ربض وأربعة أبواب. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٣٢٩).
(٤) سمرقند : ويقال لها بالعربية سمران ، بلد معروف مشهور ، قيل : إنه من أبنية ذي القرنين بما وراء النهر ، وهو قصبة الصّغد مبنية على جنوبي وادي الصغد مرتفعة عليه. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٢٧٩).
(٥) أسروشنة : هي مدينة بما وراء النهر. (معجم البلدان ج ١ / ص ٢١٠).