وأسروشنة ، وشاش ، ومن سمرقند إلى أسروشنة مملكة أفشين خمس مراحل مشرقا.
ومملكة أسروشنة واسعة جليلة يقال : إن فيها أربعمائة حصن ، ولها عدة مدن كبار منها : أرسمندة ، وزامن (١) ، ومانك ، وحصنك ، ولها واد عظيم يأتي من باسف نهر سمرقند.
وتوجد في ذلك الوادي سبائك ذهب ، وليس بخراسان ذهب بموضع من المواضع إلا ما بلغني أنه يوجد في هذا الوادي وفي جميع مدن خراسان قوم من العرب من مضر (٢) وربيعة (٣) وسائر بطون اليمن إلا بأسروشنة ، فإنهم كانوا يمنعون العرب أن يجاوروهم حتى صار إليهم رجل من بني شيبان فأقام هناك وتزوج فيهم ، ومن مدينة أسروشنة إلى فرغانة مرحلتان.
فرغانة
ومدينة فرغانة (٤) التي ينزلها الملك يقال لها كاسان وهي مدينة جليلة القدر عظيمة الأمر وكل هذه المدن مضافة إلى عمل سمرقند.
إشتاخنج
وإشتاخنج (٥) وهي مدينة جليلة لها حصون ورساتيق وكانت مملكة منفردة وكان
__________________
(١) زامن : ضبطها صاحب معجم البلدان زامين ، بليدة من نواحي سمرقند ، أكبر مدن أسروشنة.(معجم البلدان ج ٣ / ص ١٤٣).
(٢) مضر : قبيلة من العدنانية ، وهم بنو مضر بن معد بن عدنان ، قال في العبر : وكانت مصر أهل الكثرة والقلب بالحجاز من سائر بني عدنان ، وكانت لهم الرياسة بمكة والحرم. (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ، ص ٣٧٧).
(٣) ربيعة : بطن من شنوءة بن عامر من صعصعة العدنانية ، قال في العبر : ومنهم حيّ بأفريقية يتنجعون مع آل رياح بن هلال. (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب ، ص ٢٤٠).
(٤) فرغانة : مدينة كبيرة في أول بلاد تركستان وراء نهر سيحون وراء شاش ، ولها قلعة حصينة وعلى بابها وادي أفسيكث. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٤٨٨).
(٥) إشتاخنج : ضبطها صاحب معجم البلدان إشتيخن ، وهي من قرى صغد سمرقند ، قال الإصطخري : وأما إشتيخن فهي مدينة مفردة في العمل عن سمرقند ، ولها رساتيق وقرى ، وهي على غاية النزهة ، وكثرة البساتين ، والخصب ، والأشجار ، والثمار ، والزروع ، ولها مدينة وربض وأنهار مطّردة وضياع. (معجم البلدان ج ١ / ص ٢٣٣).