وعشرين. وشرب أهلها من عيون كثيرة وأودية عظام.
وبها واد عظيم يأتي من بلاد الديلم يقال له نهر موسى ولكثرة مياه البلد كثرت ثماره ، وأجنّته ، وأشجاره.
وله رساتيق ، وأقاليم ، وبه ضياع إسحاق بن يحيى بن معاذ ، وضياع ابن أبي عباد ثابت بن يحيى كاتب المأمون وهما جميعا من أهل الرّيّ. ومبلغ خراجه عشرة آلاف ألف درهم.
قومس
من الرّيّ إلى قومس (١) على جادة الطريق والخط الأعظم اثنتا عشرة مرحلة بعضها في عمارة ، وبعضها في مفاوز ، وقومس بلد واسع جليل القدر واسم المدينة الدامغان (٢) ، وهي أول مدن خراسان.
افتتحه عبد الله بن عامر بن كريز (٣) في خلافة عثمان بن عفان سنة ثلاثين ، وأهلها
__________________
(١) قومس : هي كورة كبيرة واسعة تشتمل على مدن ، وقرى ، ومزارع وهي في ذيل جبال طبرستان ، وقصبتها المشهورة دامغان ، وهي بين الرّيّ ونيسابور ، ومن مدنها المشهورة بسطام ، وبيار. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٤٧٠).
(٢) الدامغان : بلد كبير بين الرّيّ ونيسابور ، وهو قصبة قومس ، قال مسعر بن مهلهل : الدامغان مدينة كثيرة الفواكه ، وفاكهتها نهاية في الطيب ، والرياح لا تنقطع بها ليلا ولا نهارا ، وبها مقسم للماء كسروي عجيب ، يخرج ماؤه من مغارة في الجبل ، ثم ينقسم إذا انحدر عنه على مائة وعشرين قسما ، وعشرين رستاقا لا يزيد قسم على صاحبه. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤٩٣).
(٣) عبد الله بن عامر بن كريز الأموي ، أبو عبد الرحمن ، أمير ، فاتح. ولد بمكة سنة ٤ ه / ٦٢٥ م وولي البصرة في أيام عثمان بن عفان سنة ٢٩ ه ، فوجّه جيشا إلى سجستان فافتتحها صلحا ، وافتتح الداور ، وبلادا من دار أبجرد وهاجم مرو الروذ فافتتحها ، وبلغ سرخس فانقادت له ، وفتح أبرشهر عنوة ، وطوس ، وطخارستان ، ونيسابور ، وأبيورد ، وبلخ ، والطالقان ، والفارياب. وافتتحت له رساتيق هراة ، وآمل ، وبست ، وكابل. وقتل عثمان وهو على البصرة ، وشهد وقعة الجمل مع عائشة ، ولم يحضر وقعة صفين ، وولاه معاوية البصرة ثلاث سنين بعد اجتماع الناس على خلافته ، ثم صرفه عنها ، فأقام بالمدينة ومات بمكة سنة ٥٩ ه / ٦٧٩ م ، ودفن بعرفات ، كان شجاعا سخيا وصولا لقومه ، رحيما ، محبا للعمران ، اشترى كثيرا من دور البصرة وهدمها فجعلها شارعا ، وهو أول من اتّخذ الحياض بعرفة في الحجاز ، وأجرى إليها العين ، وسقى الناس الماء ، قال الإمام علي رضي الله عنه : ابن عامر سيّد ـ