وإنما سميت الشرقية (١) لأنها قدرت مدينة للمهدي قبل أن يعزم على أن يكون نزول المهدي في الجانب الشرقي من دجلة فسميت الشرقية وبها المسجد الكبير ، وكان يجمع فيه يوم الجمعة ، وفيه منبر وهو المسجد الذي يجلس فيه قاضي الشرقية ، ثم أخرج المنبر منه ، وتنعرج من الشرقية مارا إلى قطيعة جعفر بن المنصور على شطّ دجلة وبها دار عيسى بن جعفر وتقرب منها دار جعفر بن جعفر المنصور.
ثم تخرج من هذه الطرق الأربعة التي ذكرنا إلى شارع باب الكرخ ، فأولها عند باب النخاسين ، ثم الأسواق مادة في جانبي الشارع ، وتنعرج من باب الكرخ متيامنا إلى قطيعة الربيع مولى أمير المؤمنين التي فيها تجار خراسان من البزازين (٢) وأصناف ما يحمل من خراسان من الثياب لا يختلط بها شيء وهناك النهر الذي يأخذ من كرخابا عليه منازل التجار يقال له نهر الدجاج (٣) لأنه كان يباع عليه الدجاج في ذلك الوقت ، وفي ظهر قطيعة الربيع (٤) منازل التجار وأخلاط الناس من كل بلد يعرف كل درب بأهله وكل سكة بمن ينزلها ، والكرخ السوق العظمى مادة من قصر وضاح (٥) إلى سوق
__________________
(١) الشرقية : نسبة إلى الشرق ، محلة بالجانب الغربي من بغداد وفيها مسجد الشرقية في شرقي باب البصرة ، قيل لها الشرقية لأنّها شرقي مدينة المنصور لا لأنها في الجانب الشرقي ، نسب إليها ، أبو العباس أحمد بن أبي الصلت بن المغلّس الحماني الشرقي كان ينزل الشرقية فنسب إليها ، روى عن الفضل بن دكين ، ومسلم بن إبراهيم ، وثابت بن محمد الزاهد وغيرهم ، روى عنه أبو عمرو بن السمّاك ، وأبو علي بن الصوّاف ، وابن الجعابي وغيرهم ، وكان ضعيفا وضّاعا للحديث ، توفي سنة ٣٠٨ ه في شوّال ، ويقال لمن يسكن الجانب الشرقي من واسط الحجاج الشرقي. وهي قرية قرب الرصافة بني مسجد المهدي فيما ، ثم صارت محلة ببغداد. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٣٨٢).
(٢) البزاز : بياع البزّ ، وهي تجارة أو حرفة البزّاز وهي تجارة الثياب من الكتان أو القطن ، وقيل : السلاح أيضا من أعمالهم. (القاموس المحيط ، مادة : البزّ).
(٣) نهر الدجاج : محلة ببغداد على نهر كان يأخذ من كرخابا قرب الكرخ من الجانب الغربي. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٣٦٩).
(٤) قطيعة الربيع : وهي منسوبة إلى الربيع بن يونس حاجب المنصور ومولاه وهو والد الفضل وزير المنصور ، وكانت قطيعة الربيع بالكرخ مزارع الناس من قرية يقال لها بياوري من أعمال بادوريا ، وهما قطيعتان خارجة وداخلة ، فالداخلة أقطعه إيّاها المنصور والخارجة أقطعه إياها المهدي ، وكان التجار يسكنونها حتى صارت ملكا لهم دون ولد الربيع ، وقد نسب إلى قطيعة الربيع فيما زعم المحدّثون أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمّر بن الحسن الهروي القطيعي ، بغدادي ثقة. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٤٢٨).
(٥) قصر وضّاح : قصر بني للمهدي قرب رصافة بغداد ، وقد تولى النفقة رجل من أهل الأنبار ـ