مولى المنصور ، وبستان القسّ المعروف به ، ثم ربض الهيثم بن معاوية (١) بشار سوق (شهارسو) الهيثم ، وهناك سوق كبيرة متصلة ومنازل ودروب وسكك كله ينسب إلى شار سوق (شهارسو) الهيثم ، ثم قطيعة المروروذية آل أبي خالد الأنباري ، ثم أبي يزيد الشووي مولى محمد بن علي (٢) وأصحابه ، ثم قطيعة موسى بن كعب التميمي (٣) وقد
__________________
ـ وعلى خراسان ، ونشأ في دار الخلافة ببغداد ، وولاه أبوه غزو الروم في القسطنطينية ، فصالحته الملكة إيريني وافتدت منه مملكتها بسبعين ألف دينار تبعث بها إلى خزانة الخليفة في كل عام. بويع بالخلافة بعد وفاة أخيه الهادي سنة ١٧٠ ه ، فقام بأعبائها ، وازدهرت الدولة في أيامه. واتصلت المودة بينه وبين ملك فرنسة كارلوس الكبير الملقّب بشارلمان ، فكانا يتهاديان التحف ، وكان الرشيد عالما بالأدب ، وأخبار العرب ، والحديث ، والفقه ، فصيحا ، وله محاضرات مع علماء عصره ، شجاعا ، كثير الغزوات ، يلقّب بجبّار بني العباس ، حازما ، كريما ، متواضعا ، يحجّ سنة ، ويغزو سنة ، لم ير خليفة أجود منه ، ولم يجتمع على باب خليفة ما اجتمع على بابه من العلماء ، والشعراء ، والكتّاب ، والندماء. كان يطوف أكثر الليالي متنكّرا. قال ابن دحية : وفي أيامه كملت الخلافة بكرمه ، وعدله ، وتواضعه ، وزيارته العلماء في ديارهم. وهو أول خليفة لعب بالكرة والصولجان له وقائع كثيرة مع ملوك الروم ، ولم تزل جزيتهم تحمل إليه من القسطنطينيّة طول حياته. وهو صاحب وقعة البرامكة ، وهم من أصل فارسي ، وكانوا قد استولوا على شؤون الدولة ، فقلق من تحكمهم ، فأوقع بهم في ليلة واحدة. وأخباره كثيرة جدا ، ولايته ٢٣ سنة وشهران وأيام توفي في سناباذ من قرى طوس سنة ١٩٣ ه / ٨٠٩ م وبها قبره.
(١) الهيثم بن معاوية العتكي ، من ولاة الدولة العباسية ، خراساني الأصل ، كان على الطائف ومكة سنة ١٤١ ه ، واستعمله المنصور على البصرة نحوا من سنة ، ثم عزله واستقدمه إلى بغداد ، فلما بلغها مات فيها سنة ١٥٦ ه / ٧٧٣ م وصلى عليه المنصور.
(٢) محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، الهاشمي القرشي ، أول من قام بالدعوة العباسية ، وهو والد السفاح المنصور ، ولي إمامة الهاشميين سرّا في أواخر أيام الدولة الأموية بعد سنة ١٢٠ ه ، وكان مقامه بأرض الشراة ، بين الشام والمدينة ، ومولده بها في قرية تعرف بالحميمة سنة ٦٢ ه / ٦٨١ م ، وبدء دعوته سنة ١٠٠ ه ، وعمله نشر الدعوة وتسيير الرجال إلى الجهات للتنفير من بني أميّة والدعوة إلى بني العباس ، وجباية خمس الأموال من الشيعة يدفعونها إلى النقباء ، وهؤلاء يحملونها إلى الإمام ، وهو يتصرّف في إنفاقها على بثّ الدعوة وما يرى المصلحة فيه ، فهو بعمله أشبه برئيس جمعية سرّيّة تهيّىء أسباب الثورة ، وكان عاقلا حليما ، جميلا وسيما ، مات بالشراة سنة ١٢٥ ه / ٧٤٣ م.
(٣) موسى بن كعب بن عيينة التميمي ، أبو عيينة ، وال من كبار القواد ، وأحد الرجال الذين رفعوا عماد الدولة العباسيّة وهدموا أركان الأموية. كان مع أبي مسلم في خراسان وجعله محمد بن علي في جملة النقباء الاثني عشر في عهد بني أمية ، فأقام يبثّ الدعوة لبني العباس ، وشعر به أسد بن عبد الله البجلي القسري والي خراسان ، فقبض عليه وألجمه بلجام فتكسّرت أسنانه ، ثم انطلق ، فوجهه أبو مسلم قبل ظهور الدعوة العباسية إلى أبيورد فافتتحها ، ثم شهد ـ