فاختاروا عدة مواضع للقصور ، وصيّر إلى كل رجل من أصحابه بناء قصر ، فصيّر إلى خاقان (١) عرطوج (٢) أبي الفتح بن خاقان بناء الجوسق (٣) الخاقاني ، وإلى عمر بن فرج بناء القصر المعروف بالعمري ، وإلى أبي الوزير بناء القصر المعروف بالوزيري ، ثم خط القطائع للقوّاد ، والكتّاب ، والناس وخط المسجد الجامع ، واختطّ الأسواق حول المسجد الجامع ، ووسعت صفوف الأسواق ، وجعلت كل تجارة منفردة وكل قوم على حدتهم على مثل ما رسمت عليه أسواق بغداد.
وكتب في إشخاص الفعلة ، والبنّائين ، وأهل المهن من الحدّادين ، والنجارين ، وسائر الصناعات ، وفي حمل الساج ، وسائر الخشب ، والجذوع من البصرة وما والاها من بغداد ، وسائر السواد من أنطاكية (٤) ، وسائر سواحل الشام ، وفي حمل عملة الرخام ، وفرش الرخام ، فأقيمت باللاذقية (٥) وغيرها دور صناعة الرخام ، وأفرد قطائع
__________________
ـ آخذ خمسة آلاف دينار وإن احتجت إلى زيادة استزدت ، قال : فأخذت خمسة آلاف دينار وقصدت الموضع فابتعت ديرا كان في الموضع من النصارى بخمسة آلاف درهم ، وابتعت في الموضع من النصارى بخمسة آلاف درهم ، وابتعت بستانا كان بجانبه بخمسة آلاف درهم».
(١) خاقان : جمعها خواقين ، علم واسم لكلّ ملك ، يقال : خقنه القوم على أنفسهم ، أي ملّكوه.
(المنجد في اللغة والأعلام ، مادة : خقن).
(٢) وردت في ترجمة الفتح بن خاقان في الأعلام (٥ / ١٣٣) : غرطوج.
(٣) الجوسق : جمعها جواسيق ، وجواسق : القصر وهي لفظة فارسية الأصل. (المنجد في اللغة والأعلام ، مادة : الجوسق).
(٤) أنطاكية : بالفتح ثم السكون ، والياء المخفّفة ، كانت العرب إذا أعجبها شيء نسبته إلى أنطاكية ، قال الهيثم بن عدي : أول من بني أنطاكية أنطيخس ، وهو الملك الثالث بعد الإسكندر ، وذكر يحيى بن جرير المتطبب التكريتي : أن أول من بنى أنطاكية أنطيغونيا في السنة السادسة من موت الإسكندر ولم يتمّها فأتمّها بعده سلوقلوس ، وهو الذي بنى اللاذقية ، وحلب ، والرها ، وأفامية. وقال في موضع آخر من كتابه : بنى الملك أنطيغونيا على نهر أورنطس مدينة وسمّاها أنطيوخيا وهي التي كمّل سلوقوس بناءها وزخرفها وسمّاها على اسم ولده أنطيوخوس وهي أنطاكية.
(٥) اللاذقية : بالذال وقاف مكسورة ، مدينة في ساحل بحر الشام تعدّ من أعمال حمص ، وهي غربي جبلة بينهما ستة فراسخ ، وهي من أعمال حلب ، قال بطليموس في كتاب الملحمة : هي مدينة عتيقة رومية فيها أبنية قديمة مكينة ، وهي بلدة حسنة في وطأ من الأرض ولها مرفأ جيد محكم ، وقلعتان متصلتان على تل مشرف على الربض والبحر على غربيها وهي على صفّته. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٦).