ولوروده في قوله تعالى : (وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ) [البقرة : ١٣٣] ، وقوله صلىاللهعليهوسلم : «الأيدي ثلاثة فيد الله العليا ، ويد المعطي ، ويد السائل السفلى» (١) ، وقول العرب : القلم أحد اللسانين ، وخفة الظهر أحد اليسارين ، والغربة أحد السباءين ، واللبن أحد اللحمين ، والحمية أحد الموتين ، ونحو ذلك.
والثالث : وعليه ابن عصفور الجواز إن اتفقا في المعنى الموجب للتسمية نحو : الأحمران للذهب والزعفران ، وإلا فالمنع.
السادس : أن لا يستغنى عن تثنيته وجمعه بتثنية غيره وجمعه ، فلا يثنى بعض للاستغناء عنه بتثنية جزء ولا سواء للاستغناء عنه بسيان تثنية سي ، ولا ضبعان اسم المذكر للاستغناء عنه بتثنية ضبع اسم المؤنث على أنه حكي سواءان وضبعانان ، ولا تثنى ولا تجمع أسماء العدد خلافا للأخفش غير مائة وألف للاستغناء عنها ؛ إذ يغني عن تثنية ثلاثة ستة ، وعن تثنية خمس عشرة ، وعن تثنية عشرة عشرون ، وعن جمعها تسعة ، وخمسة عشر ، وثلاثون ، ولما لم يكن لفظ يغني عن تثنية مائة وألف وجمعهما ثنيا وجمعا ، واستدل الأخفش على ما أجازه بقوله :
٦٨ ـ لها عند عال فوق سبعين دائم
وأجيب بأنه ضرورة.
ولا يثنى أجمع وجمعاء على رأي البصريين ؛ للاستغناء عنهما بكلا وكلتا ، ولم يجمع يسار استغناء عنه بجمع شمال ، قاله ابن جني في كتاب التمام.
السابع : أن يكون فيه فائدة فلا يثنى كل ولا يجمع ؛ لعدم الفائدة في تثنيته وجمعه وكذا الأسماء المختصة بالنفي كأحد وعريب لإفادتها العموم ، وكذا الشرط وإن كان معربا لإفادته ذلك.
الثامن : أن لا يشبه الفعل فلا يثنى ولا يجمع أفعل من ؛ لأنه جار مجرى التعجب ، ولا قائم من أقائم زيد كما سيأتي في أوائل المبتدأ ؛ لأنه شبيه بالفعل.
__________________
٦٨ ـ البيت من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ٢ / ٣١١ ، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٦٨٥.
(١) أخرجه أبو داود في سننه ، كتاب الزكاة ، باب في الاستعفاف (١٦٤٩) ، وأحمد في مسنده (٤٢٤٩).