يجعل الأعراب جمع عرب ؛ لأن العرب يعم الحاضرين والبادين ، والأعراب خاص بالبادين ، وذهب قوم إلى أنه جمع عالم قيل : إنه جمع عالم مرادا به العقلاء خاصة ، وقيل : إنه جمع مراد به العموم للعقلاء وغيرهم ، وعليهما فوجه شذوذه أن عالما اسم جنس لا علم ، وقيل : إن عالمون مبني على فتح النون لا معرب ؛ لأنه لم يقع إلا ملازم الياء ، ورد بقوله :
٧٦ ـ تنصّفه البريّة وهو سام |
|
وتلفى العالمون له عيالا |
ومنها بنون وأبون وأخون وهنون وذوو ، ووجه شذوذها أنها غير أعلام ولا مشتقات ، قال ابن مالك : ولو قيل في حم : حمون ، لم يمتنع لكن لا أعلم أنه سمع ، وقال أبو حيان : ينبغي أن يمتنع ؛ لأن القياس يأباه ، وجمع أب وإخوته كذلك شاذ فلا يقاس عليه.
وعن ثعلب أنه يقال في فم : فمون وفمين ، قال أبو حيان : وهو في غاية الغرابة ، ثم إن ذوو أجريت على حد التثنية من رد الفاء إلى حركتها الأصلية حذرا من الاستثقال ، أما الباقي فخالفت التثنية حيث حذفت لاماتها ولم ترد لالتقائها ساكنة مع حرف الإعراب ، وكذا ابن حيث حذف همزه المعوض من اللام لرد اللام حينئذ ، ثم حذفها لما ذكر وعادت فتحة الياء التي هي الأصل ، ومنها أولو وهو وصف لا واحد له من لفظه قال تعالى : (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى) [النور : ٢٢].
ومنها سنون ووجه شذوذه كأرضين وبابه كل ثلاثي حذفت لامه وعوض عنها هاء التأنيث ولم يجمع جمع تكسير ك : ثبة وثبين ، بخلاف الرباعي وثلاثي لم يحذف منه شيء كتمرة أو حذف منه غير اللام ، نعم ألحق أبو حيان بذلك ما حذف فاؤه وعوض منها الهاء كعدة فإنه يقال : عدون ، وبخلاف ما لم يعوض من لامه شيء كيد ودم ، أو عوض منها همزة الوصل كاسم وابن ، أو التاء لا الهاء كأخت وبنت ، أو كسر كشفة وشفاه فلا يجمع شيء من ذلك هذا الجمع.
ثم إذا جمع الثلاثي المستوفي الشروط فإن كانت فاؤه مكسورة سلمت غالبا كمائة ومئين وعضة وعضين ورئة ورئين وعزة وعزين ، وقد تضم بقلة حكى الصغاني : عزين بالضم ، وإن كانت مفتوحة كسرت كسنة وسنين ، وقد تضم ، حكى ابن مالك : سنون بالضم ، وإن كانت مضمومة جاز الضم والكسر كثبة وكرة وقلة ، ثم إعراب هذا النوع
__________________
٧٦ ـ البيت من الوافر ، وهو في شرح الأشموني ١ / ٨٣ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٤٦.