ثم المنقول قسمان : قسم مقيس : وهو ما وافق حكم نظيره من النكرات ، وشاذ : وهو ما خالف إما بفك ما استحق الإدغام كمحبب فإنه مفعل من الحب وقياسه محب بالإدغام ، أو بإدغام ما استحق الفك ، أو بفتح ما استحق الكسر كموهب والقياس كسر الهاء ؛ لأن ذلك حكم مفعل مما فاؤه واو وعينه صحيحة كموعد ، أو بكسر ما استحق الفتح كمعدي من معدي كرب ، والقياس فتح الدال كمرمى ، أو بإعلال ما استحق التصحيح كداران وماهان ، والقياس دوران وموهان كالجولان والطوفان ، أو بتصحيح ما استحق الإعلال كمدين وحيوة والقياس مدان وحية بقلب الواو ياء وإدغامهما لاجتماعهما وسكون السابق ، ومن أمثلة المرتجل : سعاد وأدد.
وأما ذو الغلبة فهو كل اسم اشتهر به بعض ما هو له اشتهارا تاما ، وهو ضربان : مضاف كابن عمر وابن زالان ، فكل واحد من ولد عمر وزالان يطلق عليه ابن عمر وابن زالان إلا أن الاستعمال غلب على عبد الله وجابر.
وذو أداة كالأعشى والنابغة ؛ إذ غلبا عليه من بين سائر ذي عشا ونبوغ ، ونازع قوم في عده من أقسام العلم ، وقالوا : إنه شبه العلم لا علم ، وصححه ابن عصفور ، قال : لأن تعريفها ليس بوضع اللفظ على المسمى ، بل بالإضافة أو أل ، ثم أل فيما غلب بها لازمة ويجب حذفها في النداء والإضافة كحديث : «يا رحمن ، ورحمن الدنيا والآخرة» (١) ، وقوله :
١٩٢ ـ يا أقرع بن حابس يا أقرع
وقوله :
١٩٣ ـ أحقّا أنّ أخطلكم هجاني
وقل حذفها في غيرهما كقوله :
__________________
١٩٢ ـ الرجز لجرير بن عبد الله البجلي في شرح أبيات سيبويه ٢ / ١٢١ ، والكتاب ٣ / ٦٧ ، واللسان ، مادة (بجل) ، وله أو لعمرو بن خثارم في الخزانة ٨ / ٢٠ ، ٢٣ ، ٢٨ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٩٧ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٣٠ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١٩٩.
١٩٣ ـ البيت من الوافر ، وهو للنابغة الجعدي في ديوانه ص ١٦٤ ، وتخليص الشواهد ص ١٧٦ ، والخزانة ١٠ / ٢٧٣ ، ٢٧٧ ، والكتاب ٣ / ١٣٧ ، والمقاصد النحوية ١ / ٥٠٤ ، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٣٥٣ ، انظر المعجم المفصل ١٠٠٨.
(١) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٦ / ١٧١ ، والطبراني في الدعاء ص ٢١٧ (١٠٤١).