هذا الباب لتعدت إليها أما أرأيت العلمية وهمزتها للاستفهام ، فإن الكاف اللاحقة لها ضمير منصوب يطابق فيه التاء نحو : أرأيتك ذاهبا ، وأرأيتك ذاهبة ، وأرأيتماكما ذاهبين ، وأ رأيتموكم ذاهبين ، وأ رأيتنكن كن ذاهبات ؛ لأن ذلك جائز في أفعال القلوب.
الخامسة : تتصل الكاف الحرفية أيضا كثيرا بحيهل والنجاء ورويد وهي أسماء أفعال نحو : حيهلك ، أي : ائت ، والنجاك ، أي : أسرع ، ورويدك ، أي : مهل ، وقليلا ببلى وما ذكر بعده نحو : بلاك وكلاك وأبصرك زيدا تريد أبصر زيدا ولستك زيد قائما ، قال :
٢١١ ـ ألستك جاعلي كابني جعيل
ونعمك الرجل زيد ، وبئسك الرجل عمرو ، وحسبتك عمرا قائما ، قال :
٢١٢ ـ وحنت وما حسبتك أن تحينا
خرجه أبو علي عليه ؛ إذ لا يخبر بأن والفعل عن اسم عين.
السادسة : قد ينوب ذو البعد عن ذي القرب وذو القرب عن ذي البعد إما لرفعة المشار إليه والمشير نحو : (ذلِكَ الْكِتابُ) [البقرة : ٢] ، (ذلِكُمُ اللهُ رَبِّي) [الشورى : ١٠] ، (فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ) [يوسف : ٣٢] ، (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي) [الإسراء : ٩] ، أوضعتهما نحو : ذلك اللعين فعل ، (أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ) [الأنبياء : ٣٦] ، (فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) [الماعون : ٢] ، أو نحو ذلك.
قال في «التسهيل» : كحكاية الحال نحو : (كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ) [الإسراء : ٢٠] ، (هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ) [القصص : ١٥].
زاد أهل البيان : وكالتنبيه بعد ذكر المشار إليه بأوصاف قبله على أنه جدير بما يرد بعده من أجلها نحو : (أُولئِكَ عَلى هُدىً) [البقرة : ٥] الآية ، وقولي : «ويتعاقبان» هو مذهب الجرجاني ، وابن مالك وطائفة أن ذلك قد يشار بها للقريب بمعنى هذا ، وهذا قد يشار بها للبعيد بمعنى ذلك ، قال تعالى : (ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ) [آل عمران : ٥٨] ، ثم قال : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ) [آل عمران : ٦٢] ، وقال الشاعر:
__________________
٢١١ ـ الشطر من الوافر ، ولم يرد في المصادر النحوية الأخرى.
٢١٢ ـ البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة في جواهر الأدب ص ١٢٥ ، والجنى الداني ص ٩٤ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٥٠٦ ، ومغني اللبيب ١ / ١٨٢ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٨٠.