بغير الاسم ، فإن أورد على ذلك نحو قوله تعالى : (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ) [يس : ٢٦] ، (يا لَيْتَنا نُرَدُّ) [الأنعام : ٢٧] ، (أَلَّا يَسْجُدُوا) [النمل : ٢٥] ، وحديث البخاري : «يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة» (١) ، حيث دخل فيه (يا) على (ليت) و (رب) وهما حرفان ، وعلى (اسجدوا) وهو فعل.
فالجواب أن (يا) في ذلك ونحوه للتنبيه لا للنداء ، وحرف التنبيه يدخل على غير الاسم ، وقيل : للنداء والمنادي محذوف ، أي : يا قوم ، وضعفه ابن مالك في «توضيحه» بأن القائل لذلك قد يكون وحده ، فلا يكون معه منادى ثابت ولا محذوف ، ومن الأسماء ما لا دليل على اسميته إلا النداء ، نحو : يا مكرمان ويا فل ؛ لأنهما يختصان بالنداء.
الثاني ـ التنوين : وسيأتي حده وأقسامه العشرة في خاتمة الكتاب الثالث ، والذي يختص بالاسم منه ما عدا الترنم والغالي اللاحقين لروي البيت وهو الحرف الذي تعزى له القصيدة ، فإنهما لا يختصان به كما سيأتي ، وإنما اختص الباقي به ؛ لأن التمكين فيه للفرق بين المنصرف وغيره ، والتنكير للفرق بين النكرة وغيرها ، والمقابلة إنما يدخل جمع المؤنث السالم ، والعوض إنما يدخل المضاف عوضا من المضاف إليه ، ولا حظ لغير الاسم في الصرف ولا التعريف والتنكير ولا الجمع ولا الإضافة ، فإن أورد على هذا نحو قول الشاعر :
٢ ـ ألام على لوّ ولو كنت عالما |
|
بأذناب لوّ لم تفتني أوائله |
حيث أدخل التنوين على لو وهو حرف فالجواب أن لو هنا اسم علم للفظة لو ولذلك شدد آخرها وأعربت ودخلها الجر والإضافة كما سيأتي ذلك في مبحث التسمية.
الثالث ـ حرف التعريف : إذ لا حظ لغير الاسم في التعريف ، والتعبير بذلك أحسن من التعبير ب : أل ؛ لشموله لها وللّام على قول من يراها وحدها المعرفة ول : أم في لغة طيّئ ، ولسلامته من ورود أل الموصولة ، وأما قوله صلىاللهعليهوسلم : «إياك واللو ، فإن اللو تفتح عمل
__________________
٢ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في خزانة الأدب ٧ / ٣٢٠ ، والدرر ١ / ٧٢ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٠٩ ، وشرح المفصل ٦ / ٣١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٧٤.
(١) البخاري ، كتاب العلم ، باب العلم والعظة بالليل (١١٥).