أي : الذين رسول الله ، والذي معه.
(ص) وغيرها بجملة خبرية لا إنشائية معهود معناها غالبا ، وجوزه المازني بالدعائية بلفظ الخبر ، والكسائي بالطلبية ، وهشام بذات ليت ولعل وعسى ، وقوم بالتعجبية ، وبعضهم باسم فعل الأمر ، والكوفية وابن مالك باسم معرفة وبمثل ، ومنعه الفارسي بنعم فاعله ضمير ، وبعضهم بكان ، وقوم بما استدعى لفظا قبلها ، وابن السراج وقوع التعجب فيها ، والصحيح جوازه بقسميّة ، وشرطية مطلقا وبشرط معناه في الموصول ، وزعم بعضهم إسقاطها في الذي بمعنى الرجل والداهية.
(ش) غير أل من الموصولات الاسمية توصل بجملة خبرية معهود معناها غالبا ، فخرج بالخبرية الإنشائية ، وهي المقارن حصول معناها للفظها ، فلا يوصل بها ، قال ابن مالك : لأن الصلة معرفة للموصول ، فلا بد من تقدم الشعور بمعناها على الشعور بمعناه.
قال : والمشهور عند النحويين تقييد الجملة الموصول بها بكونها معهودة وذلك غير لازم ؛ لأن الموصول قد يراد به معهود فتكون صلة معهودة كقوله تعالى : (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ) [الأحزاب : ٣٧] ، وقد يراد به الجنس فتوافقه صلته كقوله تعالى : (كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً) [البقرة : ١٧١] ، وقد يقصد تعظيم الموصول فتبهم صلته كقوله :
٢٦٤ ـ فمثل الذي لاقيت يغلب صاحبه
انتهى.
وخرج أيضا الطلبية وهي أولى بالامتناع من الإنشائية ؛ لأنها لم يحصل معناها بعد فهي أبعد عن حصول الوضوح بها لغيرها ، وجوز الكسائي الوصل بجملة الأمر والنهي نحو : الذي اضربه أو لا تضربه زيد ، وجوزه المازني بجملة الدعاء إذا كانت بلفظ الخبر نحو : الذي يرحمهالله زيد ، قال أبو حيان : ومقتضى مذهب الكسائي موافقته ، بل أولى
__________________
ـ وشرح الأشموني ١ / ٧٦ ، ١ / ١٦٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٦١ ، وشرح ابن عقيل ص ٨٦ ، ومغني اللبيب ١ / ٤٩ ، والمقاصد النحوية ١ / ٤٧٥ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١١٩٧.
٢٦٤ ـ البيت من الطويل ، وهو لابن ميادة في ديوانه ص ٧٣ ، وأمالي القالي ١ / ١٦٥ ، والحماسة البصرية ٢ / ٢٠٣ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٣٣٣ ، وطبقات الشعراء ص ١٠٨ ، وبلا نسبة في معجم البلدان ٢ / ٣٢٥ ، مادة (الحومان). انظر المعجم المفصل ١ / ٥٩.