٢٦٩ ـ وأنت التي حبّبت كلّ قصيرة
وقال :
٢٧٠ ـ وأنت الذي آثاره في عدوّه
ومن أمثلة المخبر بموصوفه أنت آدم الذي أخرجتنا من الجنة ، وأنت موسى الذي اصطفاك الله ، وتقول : أنت فلان الذي فعل كذا ، وإنما جاز ذلك ؛ لأن المخبر عنه والمخبر به شيء واحد ، فهل يختص ذلك بالذي والتي وتثنيتهما وجمعهما ، ويتعين فيما عدا ذلك الغيبة أو لا؟
قال أبو حيان : الصواب الأول ، قال : وزاد بعض أصحابنا ذو وذات الطائية والألف واللام ، وأجازه بعضهم في جميع الموصولات ، قال : وهو وهم منه فإن تأخر المخبر عنه وتقدم الخبر تعينت الغيبة عند الجمهور نحو : الذي قام أنا والذي قام أنت ؛ لأن الحمل على المعنى قبل تمام الكلام ممنوع ، وجوز الكسائي عوده مطابقا للمتكلم والمخاطب كما لو تقدم ، ووافقه أبو ذر الخشني ، وإن قصد تشبيهه بالمخبر به تعينت الغيبة اتفاقا نحو : أنا في الشجاعة الذي قتل مرحبا ، وأنت في الشجاعة الذي قتل مرحبا ؛ لأن المعنى على تقدير مثل ، ولو صرح بها تعينت الغيبة ، وأوجب قوم الغيبة مطلقا ، وأوجبها قوم في السعة ، وعلى الجواز بشرطه إن وجد ضميران جاز في أحدهما مراعاة اللفظ ، وفي الآخر مراعاة المعنى ، قال :
٢٧١ ـ نحن الذين بايعوا محمّدا |
|
على الجهاد ما بقينا أبدا |
وقال :
٢٧٢ ـ أأنت الهلاليّ الذي كنت مرة |
|
سمعنا به والأرحبيّ المعلّق |
ومنع الكوفيون الجمع بين الجملتين إذا لم يفصل بينهما نحو : أنا الذي قمت
__________________
٢٦٩ ـ البيت من الطويل ، وهو لكثير عزة في ديوانه ص ٣٦٩ ، والأشباه والنظائر ٥ / ١٠٨ ، وإصلاح المنطق ص ١٨٤ ، ٢٧٤ ، وجمهرة اللغة ص ٧٤٣ ، واللسان ، مادة (بهتر ، قصر) ، والمعاني الكبير ص ٥٠٥ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٤١ ، وشرح المفصل ٦ / ٣٧ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٣٥.
٢٧٠ ـ البيت من الطويل ، وهو لعلقمة الفحل في ديوانه ص ١١٨.
٢٧١ ـ الرجز بلا نسبة في شفاء العليل ص ٢٣٥.
٢٧٢ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في رصف المباني ص ٢٦ ، والمقرب ١ / ٦٣ ، ورواية عجز البيت فيهما : (سمعنا به والأريحيّ الملقّب) ، انظر المعجم المفصل ١ / ٧٠.