٣ ـ ألا أيّهذا اللّائمي أحضر الوغى |
|
وأن أشهد اللّذّات هل أنت مخلدي |
فيمن رواه برفع أحضر فإنه حذف منه أن لقرينة ذكرها في المعطوف ليصح عطفه عليه ، وإلا لزم عطف مفرد على جملة وهو ممنوع أما من رواه بالنصب فهو على إضمار أن لا حذفها والمضمر في قوة المذكور.
والثاني : أنه مما نزل فيه الفعل منزلة المصدر وهو سماعك ؛ لأنه مدلول للفعل مع الزمان ، فجرد لأحد مدلوليه كما في قوله :
٤ ـ فقالوا ما تشاء فقلت ألهو |
|
... |
فإنه نزل فيه ألهو منزلة اللهو ليكون مفردا مطابقا للمسؤول عنه المفرد وهو ما في ما تشاء ، ولم يحمل على حذف أن كما في البيت السابق ؛ لأن قوله : ما تشاء سؤال عما يشاء في الحال لا الاستقبال ، ولو حمل على حذفها لكان مستقبلا فلا يطابق السؤال ، واعترض بجواز أن يراد أشاء في الحال اللهو في الاستقبال ودفع بأن قوله في تمامه :
... |
|
إلى الإصباح آثر ذي أثير |
يمنع ذلك.
الخامس ـ الإضافة : أي : كونه مضافا أو مضافا إليه ، وأما نحو : (يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ) [المائدة : ١١٩] ، فإن الفعل فيه موضع المصدر.
السادس والسابع ـ الجر وحرفه : وإنما اختص به ؛ لأنه إنما دخل الكلام ليعدّي إلى الأسماء معنى الأفعال التي لا تتعدى بنفسها إليها لاقتضائها معنى ذلك الحرف ، فامتنع دخولها إلا على اسم بعد فعل لفظا أو تقديرا ، وإذا امتنع دخول عامل الجر على كلمة امتنع الجر الذي هو أثره فإن أورد على هذا نحو قول الشاعر :
__________________
٣ ـ البيت من الطويل ، ويروى بلفظ :
ألا أيّهذا الزّاجري أحضر الوغى |
|
وأن أشهد اللّذات هل أنت مخلدي |
وهو لطرفة بن العبد في ديوانه ص ٣٢ ، والإنصاف ٢ / ٥٦٠ ، وخزانة الأدب ١ / ١١٩ ، والدرر ١ / ٧٤ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٨٥ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٧٠.
٤ ـ البيت من الوافر ، وهو لعروة بن الورد في ديوانه ص ٥٧ ، والدرر ١ / ٧٥ ، ولسان العرب ٤ / ٩ ، مادة (أثر) ، وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٥٣٦ ، والخصائص ص ٥٣٦ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٥١.