نحو : (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) [البقرة : ٢٢٢] ، والاستقبال نحو : (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِ) [البقرة : ١٤٩] ، أو وقع صلة فالمضي نحو : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ) [آل عمران : ١٧٣] ، والاستقبال نحو : (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ) [المائدة : ٣٤] ، وقد اجتمعا في قوله :
١٢ ـ وإنّي لآتيكم تشكّر ما مضى |
|
من الأمر واستيجاب ما كان في غد |
أو وقع صفة لنكرة عامة فالمضي نحو :
١٣ ـ ربّ رفد هرقته ذلك اليوم |
|
... |
والاستقبال كحديث «نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها» (١) ، أي :يسمع ؛ لأنه ترغيب لمن أدرك حياته في حفظ ما يسمعه منه ، وأنكر أبو حيان هذا القسم الرابع بصوره كلها فقال بعد أن ساقها : وهذه المثل في هذه الاحتمالات من كلام ابن مالك ، والذي نذهب إليه الحمل على المضي لإبقاء اللفظ على موضعه ، وإنما فهم الاستقبال فيما مثل به من خارج ووافقه المرادي.
(ص) وليس أصلا للأفعال والباقي فرع ، والأمر مقتطعا من المضارع على الأصح.
(ش) فيه مسألتان :
الأولى : ذهب بعضهم إلى أن الأصل في الأفعال هو الماضي ؛ لأنه أسبق الأمثلة لاعتلال المضارع والأمر باعتلاله ، ولأن المضارع هو الماضي مع الزوائد والأمر منه بعد طرحها ، والجمهور على أن الثلاثة أصول.
الثانية : ذهب الكوفيون إلى أن أصول الفعل الماضي والمضارع فقط ، وأن الأمر
__________________
١٢ ـ البيت من الطويل ، وهو للطرماح في ملحق ديوانه ص ٥٧٢ ، وبلا نسبة في الخصائص ٣ / ٣٣١ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٣٩٨ ، ولسان العرب ٤ / ٤٢٣ (شكر) ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٦٣.
١٣ ـ البيت من الخفيف ، وهو للأعشى في ديوانه ص ٦٣ ، والخزانة ٩ / ٥٧٠ ، ٥٧٥ ، ٥٧٦ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢١٥ ، وشرح المفضل ٨ / ٢٨ ، ومغني اللبيب ٢ / ٥٨٧ ، ولأعشى همدان في المقاصد النحوية ٣ / ٢٥١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٦٠.
(١) أخرجه الترمذي ، كتاب العلم ، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع (٢٦٥٨) ، وابن ماجه ، كتاب المقدمة ، باب من بلغ علما (٢٣٦) وأحمد في مسنده (١٦٢٩٦).