١٩ ـ أخو بيضات رائح متأوّب
ومحل هذه اللغة في غير الصفة ، أما هي كجونة وهي السوداء أو البيضاء ، وعبلة وهي السمينة فلا تتبعها هذيل كغيرها ، وبخلاف المتحرك العين كشجرة ونبقة وسمرة ، والمضاعف كجنة وجنة وجبة ، والصفة كضخمة وجلفة وحلوة فليس فيها إلا التسكين ؛ لثقلها ، بخلاف الاسم وندر كهلات بالفتح جمع كهلة ، وأجاز المبرد القياس عليه نعم فتح لجبات وربعات جمع لجبة وهي الشاة القليلة اللبن ، وربعة وهو معتدل القامة ؛ لأن فيهما لغة بالفتح في المفرد فالتزمت في الجمع استغناء بجمع إحدى اللغتين عن الأخرى ، وأكثر النحاة ظنوا أن ذلك جمع الساكن العين فحكموا عليه بالشذوذ ، قال ابن مالك : وحملهم على ذلك عدم اطلاعهم على أن فتح العين ثابت في الإفراد ، وأجاز المبرد التسكين فيهما قياسا وإن لم يسمع ، ووافقه ابن مالك.
ويمنع الإتباع بالضم قبل الياء ، وبالكسر قبل الواو ، فلا يقال في زبية : زبيات ، ولا في رشوة : رشوات بالإتباع ، بل بالسكون والفتح ، وشذ في جروة جروات حكاه يونس.
وذهب بعض البصريين إلى منع الكسر قبل الياء أيضا فلا يقال في لحية : لحيات ؛ لما فيه من توالي كسرتين والياء ، والصحيح جوازه ، ولا احتفال بذلك كما لم يحتفلوا باجتماع الضمتين والواو في خطوة وخطوات ، وذهب الفراء إلى منع الإتباع بالكسرة مطلقا سواء كان من باب رشوة وهو المتفق على منعه ، أو من باب فدية وهو المختلف فيه ، أو من باب هند وهو الجائز عند غيره ، فإن فعلات تتضمن فعلا وفعل أهمل إلا فيما ندر كإبل ، فإن سمع فعلات قبله الفراء ، ويجوز الفتح والسكون مع الإتباع بشرط أن تكون الفاء مضمومة أو مكسورة لا مفتوحة إلا في ثلاث : معتل اللام نحو : ظبية فيجوز فيه ظبيات بالسكون اختيارا في لغة حكاها ابن جني ، والمشهور الفتح وشبه الصفة كأهل فيقال فيه : أهلات بالسكون على قلة ، والفتح أكثر ، والضرورة كقوله :
٢٠ ـ وحمّلت زفرات الضّحى فأطقتها |
|
وما لي بزفرات العشي يدان |
__________________
١٩ ـ البيت من الطويل ، وهو لأحد الهذليين في شرح التصريح ٢ / ٢٢٩ ، وشرح المفصل ٥ / ٣٠ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٣٥٥ ، وأوضح المسالك ٤ / ٣٠٦ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٧٤.
٢٠ ـ البيت من الطويل ، وهو لعروة بن حزام في الخزانة ٣ / ٣٨٠ ، وذيل الأمالي ص ١٦٠ ، ولأعرابي من بني عذرة في شرح التصريح ٢ / ٢٩٨ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥١٩ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠١٠.