شرح «التسهيل» : الصحيح أن البناءين مسموعان من واحد إلى عشرة ، حكى أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني موحد إلى معشر ، وحكى أبو حاتم في كتاب «الإبل» ويعقوب بن السكيت أحاد إلى عشار ، قال : ولا التفات إلى قول أبي عبيدة في «المجاز» : لا نعلمهم قالوا فوق رباع ، فمن علم حجة عليه ، ومما ورد في سداس قول الشاعر :
٢٩ ـ ضربت خماس ضربة عبشميّ |
|
أدار سداس أن لا يستقيما |
قال : وأنشد خلف الأحمر أبياتا بنى فيها قائلها فعالا من أحاد إلى عشار ، وهي :
٣٠ ـ قل لعمرو : يا ابن هند |
|
لو رأيت القوم شنّا |
لرأت عيناك منهم |
|
كلّ ما كنت تمنّى |
إذ أتتنا فيلق شه |
|
باء من هنّا وهنّا |
وأتت دوسر والمل |
|
حاء سيرا مطمئنا |
ومضى القوم إلى القو |
|
م أحادا وأثنّا |
وثلاثا ورباعا |
|
وخماسا فاطّعنّا |
|
||
وسداسا وسباعا |
|
وثمانا فاجتلدنا |
وتساعا وعشارا |
|
فأصبنا وأصبنا |
لا ترى إلّا كميّا |
|
قاتلا منهم ومنّا |
وقال : وصرفه فعال في جميع ذلك ضرورة ، وكذا تحريفه ثناء إلى أثنا ، وقال غيره : هذه الأبيات مصنوعة ، والحجة في نقل من تقدم.
وما ذكر من أن منعها للعدل مع الوصفية هو مذهب سيبويه والجمهور ، وذهب الزجاج إلى أنه لا وصف فيها ، وأن منعها للعدل في اللفظ وفي المعنى ، أما في اللفظ فظاهر وأما في المعنى فلأن مفهوماتها تضعيف أصولها ، فأدنى المفهوم من أحاد اثنان ومن ثناء أربعة ، وكذا البواقي.
وذهب الفراء إلى أن منعها للعدل والتعريف بنية الألف واللام ، قال : لأن ثلاث
__________________
٢٩ ـ البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٦٨٥ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨٤١.
٣٠ ـ الأبيات من مجزوء الرمل ، وهو بلا نسبة في الخزانة ١ / ١٧٠ ، ودرة الغواص ص ٢٠١ ، والمزهر ١ / ١٧٩ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٧٣.