٥٢ ـ أهان دمّك فرغا بعد عزّته |
|
يا عمرو بغيك إصرارا على الحسد |
ويشاركه في الإتباع فاء مرء ، وعينا امرئ وابنم ، تقول : جاء المرء ورأيت المرأ ومررت بالمرئ بإتباع الميم الهمزة ، وقال تعالى : (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ) [النساء : ١٧٦] ، (ما كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ) [مريم : ٢٨] ، (لِكُلِّ امْرِئٍ) [عبس : ٣٧] ، بإتباع الراء الهمزة ، ومثله ابنم ، وقيل : إنهما معربان من مكانين فإن الحركة في الراء والنون حركة إعراب لا إتباع ، وفيهما لغة أخرى فتح الراء والنون في الأحوال الثلاثة ، وفي امرئ ثالثة ضم الراء على كل حال ، وفي مرء فتح الميم مطلقا ، وبها جاء القرآن ، وثالثة كسرها مطلقا ، ورابعة ضمها مطلقا ، وقرئ بهما : (بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) [الأنفال : ٢٤].
الثالثة : يجوز إفراد أب وأخ وحم وهن من الإضافة لا ذو كما سيأتي في باب الإضافة ، وأما فوك فلا يفرد إلا ويصير بتلك اللغات ، وقال العجاج :
٥٣ ـ خالط من سلمى خياشيم وفا
فأفرده لفظا حالة النصب ، فخصه البصريون بالضرورة ، وجوزه الأخفش والكوفيون ، وتابعهم ابن مالك في الاختيار تخريجا على أنه حذف المضاف إليه ، ونوى ثبوته فأبقى المضاف على حاله ، أي : خياشيمها وفاها ، وأما عكس ذلك وهو إبقاء ميمه حال الإضافة فمنعه الفارسي إلا في الشعر ، وتابعه ابن عصفور وغيره من المغاربة ، والصحيح كما قال ابن مالك وأبو حيان وغيرهما جوازه في الاختيار ففي الحديث : «لخلوف فم الصائم» (١).
وقال الشاعر :
٥٤ ـ يصبح ظمآن وفي البحر فمه
__________________
٥٢ ـ البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ٢٩٥ ، وعمدة الحفاظ ٢ / ٢٤ ، مادة (دمدم) ٣ / ٢٢١ ، مادة (فرغ) ، وشفاء العليل ص ١٢١ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٥٨.
٥٣ ـ الرجز للعجاج في ديوانه ٢ / ٢٢٥ ، واللسان ١٢ / ٤٥٩ ، مادة (فمم) ، ١٥ / ٣٤٥ ، مادة (نهي) ، ص ٤٥٦ ، مادة (ذو) ، والمفصل ٦ / ٩٨ ، والمخصص ١ / ١٣٨ ، ١٤ / ٩٦ ، ١٥ / ٧٨ ، والمقاصد النحوية ١ / ١٥٢ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٠٥.
٥٤ ـ الرجز لرؤبة في ديوانه ص ١٥٩ ، والحيوان ٤ / ٢٦٥ ، والخزانة ٤ / ٤٥١ ، ٤٥٤ ، ٤٦٠ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٦٧ ، والمقاصد النحوية ١ / ١٣٩ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ٣١ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٦٢.
(١) أخرجه البخاري ، كتاب الصيام ، باب فضل الصوم (١٨٩٤) ، ومسلم ، كتاب الصيام ، باب فضل الصيام (١١٥١).