تغيب فلا أفرح |
|
فليتك لا تبرح |
وإن جئت عذبتني |
|
بأنك لا تسمح |
فأصبحت ما بين ذين |
|
ولي كبد تجرح |
على ذاك يا سيدي |
|
دنوّك لي أصلح |
ثم قال : غنوا فيه فغنوا فيه فجعلوا يفكرون ، فقال المعتزّ لابن الفضل الطنبوري : وتلك ألحان الطنبور أملح وأخف ، فغنّ لنا. فغنى فيه لحنا. فقال : دنانير الخريطة ـ وهي مائة دينار فيها مائتان ، مكتوب على كل دينار : ضرب هذا الدينار بالحسنى لخريطة أمير المؤمنين ، ثم دعا بالخلع والجوائز لسائر الناس. فكان ذلك المجلس من أحسن المجالس.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسين بن محمّد ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر ، أنا أبو الحسن علي بن عبيد الله الهمداني إجازة ، أنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن خيران أنا ابن الأنباري ، قال : دخل الزبير بن أبي بكر على المعتزّ بالله وهو محموم فقال له : يا أبا عبد الله إني قد قلت في ليلتي هذه أبياتا وقد أعيا (١) على إجازة بعضها فأنشدني :
إني عرفت علاج القلب من وجع |
|
وما عرفت علاج الحب والجزع |
جزعت للحب والحمى صبرت لها |
|
إني لأعجب من صبري ومن جزعي |
من كان يشغله عن حبه وجع |
|
فليس يشغلني عن حبكم وجعي |
قال [أبو] عبد الله :
وما أمل حبيبي ليتني أبدا |
|
مع الحبيب ويا ليت الحبيب معي |
فأمر له على البيت بألف دينار (٢).
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ، ابنا (٣) الحسن بن البنّا ، قالا : أنا
__________________
(١) بالأصل «أعني» والمثبت عن بغية الطلب.
(٢) الخبر والشعر في بغية الطلب ٨ / ٣٧٧٢.
(٣) بالأصل «أنا» والصواب ما أثبت.