وكان أقام بنيسابور سنتين ؛ فأما رحلته إلى آفاق الدنيا فمشهور [ة].
سمع أبا خليفة ، وعبدان ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وعلي بن محمّد بن سليمان بمصر ، ومشايخ الشام. وكان الزبير من الصالحين المذكورين (١) المشهورين من الثقات الحفاظ ، صنّف الشيوخ والأبواب ، كتبت عنه بأسداباد في سنة إحدى أو اثنين (٢) وأربعين ، ثم سنة خمس أو ست وأربعين وثلاثمائة ثم دخلت عندنا بأسداباد سنة سبع وستين وثلاثمائة فحضرني أخوه أبو عمرو عثمان بن عبد الواحد وكتبت عنه وسألته عن وفاة الزبير فذكر أنه توفي بأسداباد غرة ذي الحجة من سنة سبع وأربعين رحمهالله. فإنه كان أحد أركان الحديث وكان الزبير رحمهالله من عمال الله (٣) ، ومن أصحاب الحقائق. كتب معي كتابا إلى أبي علي الحافظ يعظه فيه ، فأوصلت الكتاب واسترجعته وهو عندي بخطه من نظر فيه عرف محل الزبير من الدين (٤).
قال : أنا أبو الحسن بن سعيد ، وأبو النجم بدر بن عبد الله ، قال : أنا أبو بكر الخطيب (٥) : الزبير بن عبد الواحد بن محمّد بن زكريا بن صالح بن إبراهيم ، أبو عبد الله الأسدآبادي ، أحد من رحل في الحديث ، وطوف في البلاد شرقا وغربا ، فسمع أبا خليفة الفضل بن الحباب البصري ، والحسن بن سفيان النسوي ، وعمر (٦) بن موسى السختياني ، ومحمّد بن إسحاق بن خزيمة ، ومحمّد بن إسحاق السراج ، وعبد الله بن شيرويه النيسابوريين ، وعبدان الأهوازي ، وأبا يعلى الموصلي ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية البغدادي ، وعلّان المصري ، وغيرهم. من أهل هذه الطبقة بالشام ومضر. وكان حافظا متقنا مكثرا. سمع منه ببغداد : محمّد بن مخلد الدوري ، وكان الزبير إذ ذاك (٧) حدثا.
قال الخطيب (٨) : وأخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أنا محمّد بن عبد الله
__________________
(١) في تاريخ بغداد : المستورين.
(٢) كذا ، وفي بغية الطلب : سنة إحدى واثنتين.
(٣) في بغية الطلب : من عمال الدنيا.
(٤) الخبر نقله ابن العديم في بغية الطلب ٨ / ٣٧٧٩.
(٥) تاريخ بغداد ٨ / ٤٧٢ ـ ٤٧٣.
(٦) في تاريخ بغداد : عمران.
(٧) بالأصل : «ادرك» والصواب عن تاريخ بغداد.
(٨) المصدر نفسه ص ٤٧٣.