الصلت ، نا أبو بكر محمّد بن القاسم بن شباب ، حدّثني أبي ، أنا أحمد بن عبيد ، عن ابن الكلبي ، قال : لما نزلت بعبد الله بن شداد الموت دعا ابنا له فأوصاه فكان فيما أوصاه أن قال : يا بني عليك بصحبة الأخيار وصدق الحديث ، وإياك وصحبة الأشرار فإنها شنار وعار وكن كما قال مسكين الدارمي :
اصحب الأخيار وارغب فيهم |
|
رب من صحبته مثل الجرب |
وأصدق الناس إذا حدّثتهم |
|
ودع الكذب فمن شاء كذب |
رب مهزول سمين عرضه |
|
وسمين الجسم مهزول الحسب (١) |
أخبرناه أبو العزّ أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة ، وقرأ عليّ إسناده ، أنبأ أبو علي الجازري :
أخبرنا أبو المعافا بن زكريا ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، حدّثني أبي ، نا أحمد بن عبيد ، قال : قال الهيثم بن عدي : قال وهب بن منبه : الأحمق إذا تكلم فضحه حمقه فذكر حكاية ، قال : وأنشد لمسكين الدارمي في ذلك (٢) :
اتّق الأحمق أن تصحبه |
|
إنّما الأحمق كالثوب الخلق |
كلما رقّعت منه جانبا |
|
حرّكته الريح وهنا فانخرق |
أو كصدع في زجاج فاحش (٣) |
|
هل يرى صدع زجاج يتفق |
وإذا جالسته في مجلس |
|
أفسد المجلس منه بالخرق (٤) |
وإذا نهنهته كي يرعوي |
|
زاد جهلا وتمادى في الحمق |
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنبأ الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان المالكي ، قال : ولمسكين الدارمي (٥) :
وإذا الفاحش لاقا فاحشا |
|
فهناكم وافق الشيء (٦) الطّبق |
__________________
(١) في الأغاني ٢٠ / ٢١١ سمين بيته وسمين البيت مهزول النسب.
(٢) الأبيات في معجم الأدباء لياقوت الحموي ١١ / ١٢٩ ـ ١٣٠.
(٣) في معجم الأدباء : زجاج بيّن
أو كفتق وهو يعيى من رتق
(٤) الخرق : الأحمق.
(٥) الأبيات في معجم الأدباء ١١ / ١٣٠.
(٦) معجم الأدباء : الشن الطبق.