اليمن : فرجع إليهم جميعا عن وجههم ، وبلغ معاوية ما كان ، فدعا بهم فسكن منهم ، وقال : أنا أغزيكم في البحر لأنه أرفق من الجبل وأقل مئونة ، وأنا أعاقب بينكم في البرّ والبحر. ففعل ذلك.
قرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن الغسّاني ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأ عبد الله بن أحمد الفرغاني ، أنا محمّد بن جرير (١) ، قال : قال هشام بن محمّد عن أبي مخنف : حدّثني منيع بن العلاء السّعدي أن مسكين بن عامر بن أنيف بن شريح بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن عديس كان فيمن قاتل المختار فلما هزم الناس لحق بأذربيجان بمحمّد بن عمير بن عطارد وقال :
عجبت دختنوس لما رأتني |
|
قد علاني من المشيب خمار |
فأهلّت بصوتها وأرنّت |
|
لا تهالي قد شاب مني العذار |
إن تريني قد بان غرب شبابي |
|
وأتى دون مولدي أعمار (٢) |
ابن عامين وابن خمسين عاما |
|
أي دهر إلّا له أدهار |
ليت يسعى لها وجوبتها لي |
|
يوم قالت ألا ترم تغار (٣) |
ليتنا قبل ذلك اليوم متنا |
|
أو فعلنا ما يفعل الأحرار |
فعل قوم نفاني (٤) الحين عنهم |
|
لم أقاتل وقاتل العيزار |
فتولّيت عنهم وأصيبوا |
|
ونفاني (٥) عنهم شنار وعار |
لهف نفسي على شهاب قريش |
|
حين يؤتى برأسه المختار |
يعني عمر بن سعد بن أبي وقاص.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، وأبو القاسم بن البسري ، وأبو محمّد بن أبي عثمان ، قالوا : أنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى بن
__________________
(١) الخبر في تاريخ الطبري ٦ / ٧٠ في حوادث سنة ٦٦.
(٢) الطبري : أعصار.
(٣) في الطبري : ليت سيفي ... ألا كريم يغار.
(٤) الطبري : تقاذف الخير عنهم.
(٥) غير مقروءة بالأصل والمثبت عن الطبري.