أحمد بن عثمان الحستامي ـ بنيسابور ـ قالوا : أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العباس الأصم ، نا بحر بن نصر بن سابق ، نا ابن وهب ، أخبرني ابن لهيعة أن الربيع بن سبرة الجهني حدثه ، قال : لما غزا عمر ، وأراد الخروج إلى الشام خرجت معه ، فلما أردنا أن ندلج تطيرت أن أدلج بالدّبران (١) ـ وفي حديث الخطيب : نظرت فإذا القمر في الدّبران ـ فأردت أن أذكر ذلك لعمر ، فعرفت أنه يكره ذكر النجوم ، فقلت له : يا أبا حفص ، انظر إلى القمر ، ما أحسن استواءه الليلة ، فنظر فإذا هو في الدّبران ، قال : قد عرفت ما تريد يا ابن سبرة ، تقول إن القمر بالدّبران ، والله ما نخرج لشمس ولا لقمر ، ولكن نخرج بالله الواحد القهار ، زاد الخطيب : كذا كان هذا الحديث في أصل الحيري ، وليس يستقيم عندي سماع الربيع بن سبرة من عمر بن الخطاب ، ولعل الربيع رواه عن أبيه ، عن عمر فالله أعلم ـ.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا عبد العزيز الكتاني ، وقرأت على أبي الوفاء حفّاظ بن الحسن الغسّاني ، عن عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو الوليد راشد ، نا يزيد بن أحمد ، نا أبو النضر ، نا سبرة بن عبد العزيز ، حدّثني أبي ، عن أبيه ، قال (٢) : قلت لعمر بن عبد العزيز حين وقع الطاعون في عسكره وهو خليفة فهلك أخوه سهل بن عبد العزيز ثم هلك مزاحم مولاه ، ثم هلك عبد الملك ابنه في ليال قلائل وعنده ناس من صحابته : ما رأيت ـ يا أمير المؤمنين ـ مثل (٣) مصيبتك ما أصيب بها رجل قط في أيام متتابعة ، ما رأيت مثل أخيك أخا ، ولا مثل مولاك مولا ، ولا مثل ابنك ابنا ، فسكت ساعة حتى قال لي رجل جالس معي على الوسادة : بئس (٤) ما قلت ، ثم قال : كيف قلت يا ربيع؟ فأعدت ذلك عليه ، فقال : لا والذي قضى عليهم بالموت ، ما أحبّ أنّ ما كان من ذلك لم يكن (٥).
__________________
(١) الدبران : نجم بين الثريا والجوزاء ، وسمي دبران لأنه يدبر الثريا أي يتبعها ، من منازل القمر (اللسان : دبر).
(٢) الخبر نقله ابن الجوزي في سيرة عمر بن عبد العزيز ص ٣٠٤ باختلاف الرواية.
(٣) عند ابن الجوزي : فما رأيت أحدا أصيب بأعظم من مصيبتك.
(٤) عند ابن الجوزي : لقد هيجت على أمير المؤمنين.
(٥) زيد عند ابن الجوزي : لما أرجو من الله تعالى فيهم.