«ألا إن الله قد جعل لكل ذي حقّ حقّه ، ألا لا وصيّة لوارث» [٤٧٨٩].
فرق أبو بكر الخطيب أبو بكر (١) في المتفق والمفترق بين المقبري وبين سعيد بن أبي سعيد الذي حدّث ببيروت ووهم في ذلك.
أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، وأمّ المجتبى العلوية ، قالا : أنا أبو الطّيّب عبد الرزاق بن عمر ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا محمّد بن الحسن بن قتيبة ـ واللفظ له ـ ومحمّد بن زبان المصري ، قالا : نا عيسى ، أنا الليث ، عن سعيد المقبري أنه سمع أبا هريرة يقول :
بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيّد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال :
«ما عندك يا ثمامة بن أثال؟» فقال : عندي يا محمّد خير ، إن تقتلني ، تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت ، فتركه رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى كان بعد الغد ثم قال له :
«ما عندك يا ثمامة؟» قال : ما قلت لك : إن تنعم تنعم على شاكر ، وإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أطلقوا ثمامة» فانطلق إلى محل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأن محمّدا رسول الله ، يا محمّد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحبّ الوجوه كلها إليّ ، والله ما كان من دين أبغض إليّ من دينك ، فقد أصبح دينك أحبّ الدين كله إليّ ، والله ما كان من بلد أبغض إليّ من بلدك ، فقد أصبح بلدك أحبّ البلاد إليّ ، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة ، فما ذا ترى؟ فبشّره رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأمره أن يعتمر ، فلما قدم مكة قال له قائل : صبوت؟ قال : لا ، ولكن أسلمت مع محمّد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبّة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم [٤٧٩٠].
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النّرسي ، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمّد الحربي ، نا أبو بكر محمّد بن محمّد بن
__________________
(١) كذا وردت اللفظة بالأصل وم ، ولعلها مقحمة ، والظاهر حذفها.