روى عنه أبو يعلى بن الفراء الفقيه الحنبلي.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن بن أسد البروجردي الأسدي ببغداد ، أنا أبو عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر بن محمّد الفارسي ، أنا أبو الغنائم الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن حمّاد ـ بالأهواز ـ قال : كتب إليّ محمّد بن الحسين بن محمّد بن خلف الفقيه ثقة مأمون بخطه ، أنا أبو عثمان سعيد بن مهران بن داود الكردي شيخ قدم علينا من أصحابنا ـ قراءة عليه ـ نا أبو عبد الله الحسين بن عثمان المروذي (١) بدمشق ، نا عبد الله بن محمّد المالكي ، نا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب بن زوزان (٢) ، نا أبو العباس أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد الله الفارسي الإصطخري ، قال : قال أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل :
القدر خيره وشرّه ، وقليله وكثيره ، ظاهره وباطنه ، وحلوه ومرّه ، ومحبوبه ومكروهه ، وحسنه وسيّئه ، وأوّله وآخره من الله. قضاء قضاه على عباده ، وقدر قدّره عليهم لا يعدو أحد منهم مشيئة الله ولا يجاوز قضاءه ، بل هم كلهم صائرون إلى ما خلقهم له ، واقعون فيما قدّر عليهم ، وهو عدل منه عزّ ربنا وجلّ ، والزنا ، والسرقة ، وشرب الخمر ، وقتل النفس ، وأكل المال الحرام والشرك بالله ، والمعاصي كلها بقضاء من الله عزوجل وقدر من غير أن يكون لأحد من الخلق على الله حجة ، بل لله الحجة البالغة على خلقه : (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ)(٣) علم الله ماض في خلقه بمشيئة منه ، قد علم من إبليس ومن غيره ممن عصاه من لدن أن يعصى الله إلى أن تقوم السّاعة المعصية وخلقهم لها ، وعلم الطاعة من أهل الطاعة وخلقهم لها ، وكل يعمل لما خلق له ، وصائر إلى ما قضى عليه وعلم منه لا يعدوا أحد منهم قدر الله ومشيئته ، والله الفاعل لما يريد ، الفعّال لما يشاء ، ومن زعم أن الله شاء لعباده الذين عصوه الجنة والطاعة ، وأن العباد شاءوا لأنفسهم الشرّ والمعصية فعملوا على مشيئتهم فقد زعم أن مشيئة العباد أغلط من مشيئة الله ، فأي افتراء أكبر على الله من هذا ، ومن زعم أن الزنا ليس بقدر قيل له : أنت رأيت هذه المرأة حملت من الزنا وجاءت بولدها ، شاء الله أن يخلق هذا الولد وهل
__________________
(١) كذا وقع هنا ، وانظر الحاشية السابقة.
(٢) بالأصل وم : زوران ، والمثبت عن سير الأعلام ، ترجمته فيها ١٥ / ٣٣٦ وفيها : قيد جده ابن ماكولا بمعجمتين يعني بزايين.
(٣) سورة الأنبياء ، الآية : ٢٣.