قال : قلت : يا رسول الله إنه أخبرني أنك نبي قال : «لن يدخل الجنة إلّا نفس مسلمة» [٤٨٢٠].
قال : وأنا الحسين ، نا الحسن ، نا شبابة ، نا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي قرّة الكندي ، عن سلمان نحوه إلّا أنه قال : ويل للقنائي.
أخبرنا أبو علي الحد [اد](١) في كتابه ثم أخبرني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم (٢) نا سليمان بن أحمد ، نا يحيى بن نافع أبو حبيب المصري ، نا سعيد بن أبي مريم : نا ابن لهيعة حدّثني يزيد بن أبي حبيب ، حدّثني السلم بن الصّلت العبدي عن أبي الطّفيل البكري ، أن سلمان الخير حدثه قال :
كنت رجلا من أهل جيّ ـ مدينة أصبهان ـ فبينا أنا إذ ألقى الله في قلبي من خلق السموات والأرض؟ فانطلقت إلى رجل لم يكن يكلم الناس يتحرج ، فسألته أي الدين أفضل؟ فقال : ما لك ولهذا الحديث ، أتريد دينا غير دين أبيك؟ قلت : لا ، ولكن أحب أن أعلم من رب السموات والأرض ، وأي دين أفضل؟ قال : ما أعلم أحدا على هذا غير راهب بالموصل ، قال : فذهبت إليه فكنت عنده فإذا هو قد أقتر عليه في الدنيا فكان يصوم النهار ويقوم الليل ، وكنت أعبد كعبادته.
قال أبو مسعود : فذكره بطوله ، وساقه الحداد قال : فلبثت عنده ثلاث سنين ثم توفي. فقلت : إلى من توصي بي؟ فقال : ما أعلم أحدا من أهل المشرق (٣) على ما أنا عليه فعليك براهب وراء الجزيرة فاقرئه مني السلام قال : فجئته فاقرأته منه السلام وأخبرته أنه توفي ، فمكثت عنده أيضا ثلاث سنين ثم توفي ، فقلت : إلى من تأمرني أن أذهب؟ قال : ما أعلم أحدا من أهل الأرض على ما أنا عليه غير راهب بعمورية شيخ وما أراك تلحقه أم لا فذهبت إليه ، فكنت عنده فإذا رجل موسع عليه ، فلما حضرته الوفاة قلت له : أين تأمرني [أن] أذهب؟ قال : ما أعلم أحدا من أهل الأرض على ما أنا عليه ، ولكن أدركت زمانا تسمع برجل يخرج من بيت إبراهيم عليهالسلام ـ وما أراك تدركه ـ وقد كنت أرجو أن أدركه ، فإن استطعت أن تكون معه فافعل فإنه الدين ، وأمارة ذلك أن
__________________
(١) الزيادة منا للإيضاح ، قياسا إلى سند مماثل.
(٢) الخبر في حلية الأولياء ١ / ١٩٣.
(٣) تقرأ بالأصل «الشرق» والمثبت عن م وانظر الحلية.