محمّد بن أحمد ، نا محمّد بن إبراهيم بن أبان السراج ، نا يحيى بن عبد الحميد ، نا شريك ، عن عبيد المكتب ، عن أبي الطفيل ، عن سلمان قال :
خرجت إلى الشام في طلب العلم فقالوا : إنّ نبينا قد ظهر بأرض تهامة فإن كان يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة ، وبين كتفيه خاتم النبوة فهو نبي فخرجت إلى المدينة فأتيت النبي صلىاللهعليهوسلم بقناع من تمر فقال : «هدية هذا أم صدقة؟» قال : قلت : بل صدقة ، فقبض يده وأشار إلى أصحابه أن يأكلوا قال : ثم أتيته بقناع من تمر فقال : «هدية هذا أم صدقة؟» قلت : بل هدية ، قال : فمد يده فأكل قال : فقمت على رأسه ففطن لما أريد فألقى رداءه عن ظهره فبان لي الخاتم فانكببت عليه وتشهدت.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد قالا : أنا أبو بكر محمّد بن عوف بن محمّد المزي ، أنا أبو العباس محمّد بن موسى بن الحسين بن السمسار ، أنا أبو بكر محمّد بن خريم ، نا هشام بن عمّار ، نا يزيد بن سمرة قال : سمعت عطاء الخراساني يقول ـ وقال ابن أبي الحديد قال : ـ أرى (١) سلمان إلى دير ـ قال ابن أبي الحديد : دير رهبان ـ فقال : ما أشد عبادتكم فقالوا : أجلّ وسيأتي نبي بأيسر مما نحن فيه ، وفيه علامة : يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، وفي كتفه خاتم النبوة ؛ فلما بعث النبي صلىاللهعليهوسلم أتاه سلمان بطبق تمر ، فقال : «ما هذا؟ فقال : صدقة فقال : «ضعه» فقال لأصحابه : «كلوا بسم الله» ولم يأكل ثم جاء بآخر فقال : «ما هذا؟» فقال : هدية ، فوضع النبي صلىاللهعليهوسلم يده وقال : «كلوا بسم الله» وأكل ، ودار سلمان فأكب على الخاتم فقبّله ثم أسلم ، وفداه النبي صلىاللهعليهوسلم بأواق من ذهب ، وودّى غرسه فأطعم من سنته وعتق سلمان من الذي اغتصبه نفسه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو يعلى بن الفراء.
ح وأخبرنا أبو علي بن السّبط ، أنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن علي الدّجاجي قالا : أنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمّد البزاز ، نا عبد الله بن سليمان ، نا محمّد بن عقيل ، أنا علي بن الحسين بن واقد ، حدّثني أبي ، حدّثني ابن بريدة قال : سمعت أبي بريدة يقول : جاء سلمان الفارسي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين قدم المدينة بمائدة
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل. وفي م : «أوى» وهو الظاهر.