وأقضاهم علي ، وأصدقهم حياء عثمان ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرّاح ، وأقرأهم لكتاب الله أبيّ بن كعب ، وأبو هريرة وعاء من العلم ، وسلمان علم لا يدرك ، ومعاذ بن جبل أعلم الناس بحلال الله وحرامه ، وما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ» [٤٨٤٠].
أخبرنا [أبو](١) القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا الحسين بن محمّد الدارع التقوي (٢) ، نا عبد المؤمن بن عبّاد العبدي ، نا يزيد بن معن ، عن عبد الله بن شرحبيل ، عن زيد بن أبي أوفى.
قال : وحدّثني محمّد بن علي الجوزجاني ، نا عبد المؤمن بن عبّاد العبدي ، حدّثني يزيد بن معن عن عبد الله بن شراحيل (٣) ، عن رجل من قريش ، عن زيد بن أبي أوفى قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم مسجده فقال :
«أين فلان» فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتى توافوا عنده ، فلمّا توافوا عنده حمد الله وأثنى عليه ثم قال :
«إني محدّثكم حديثا فاحفظوه وعوه ، وحدّثوا به من بعدكم : إنّ الله عزوجل اصطفى من خلقه خلقا ثم تلا : (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ)(٤) خلقا يدخلهم الجنة ، وإني أصطفي منكم من أحبّ أن اصطفيه ومؤاخ بينكم كما آخى الله عزوجل بين ملائكته ، قم يا أبا بكر فاجث بين يديّ فإن لك عندي يدا ، الله يجزيك بها ، فلو كنت متخذا خليلا لاتخذتك خليلا ، فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي» ثم تنحى أبو بكر ثم قال : «ادن يا عمر» فدنا منه فقال : «لقد كنت شديد الشغب علينا أبا حفص ، فدعوت الله أن يعزّ الإسلام بك أو بأبي جهل بن هشام ، ففعل الله ذلك بك ، وكنت أحبّهم إلى الله فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الأمة» ثم تنحى عمر ثم آخى بينه وبين أبي بكر ، ثم دعا عثمان فقال : «ادن أبا عمرو ، ادن أبا عمرو» ، فلم يزل يدنو منه حتى ألصق
__________________
(١) زيادة لازمة عن م.
(٢) كذا رسمها بالأصل وم ، والدارع بالدال المهملة (كذا) ، ولعل الصواب الذراع النقوي.
(٣) كذا ، وتقدم : شرحبيل.
(٤) سورة الحج ، الآية : ٧٥.