أبي ذرّ ، قال : كان يكثر السؤال فيعطى ويمنع وكان حريصا شحيحا على دينه ، حريصا على العلم ، بحر قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ ، قلنا : فحدّثنا عن حذيفة بن اليمان قال : علم أسماء المنافقين ، وسأل عن المعضلات حين غفل عنها فخبروه (١) بها عالما قالوا : فحدّثنا عن سلمان قال : من لكم بمثل لقمان الحكيم ، ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت ، أدرك العلم الأول ، وعلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر بحر لا ينزف.
قلنا : حدّثنا عن عمّار بن ياسر ، قال : امرؤ يخلط الله الإيمان بلحمه ودمه وشعره وبشره ، حيث زال زال معه ، ولا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئا ، قلنا : فحدّثنا عن نفسك ، قال : مهلا نهى الله عن التزكية فقال له رجل : فإن الله عزوجل يقول : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)(٢) قال : فإني أحدث بنعمة ربي : كنت والله إذا سألت أعطيت وإذا سكتّ ابتديت (٣).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا جدي ، نا حجّاج بن محمّد ، عن ابن جريج ، أخبرني أبو حرب بن أبي الأسود عن أبي الأسود ـ قال ابن جريج : ورجل عن زاذان قال : سئل علي عن سلمان قال : ذاك امرؤ منا أهل البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم ، علم العلم الأول ، وأدرك العلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول ، والكتاب الآخر ، وكان بحرا لا ينزف.
قرأناه على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، أنا أحمد بن عبيد ، نا محمّد بن الحسين ، نا ابن أبي خيثمة ، نا عبيد الله بن محمّد العيشي ، نا عبد الواحد بن زياد ، نا عبد الملك بن جريج عن رجل عن زاذان أبي عمر قال : كنا عند علي فقلنا : يا أمير المؤمنين حدّثنا عن أصحابك ، قال : عن أي أصحابي تسألوني؟ قلنا : سلمان الفارسي ، قال : ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت ، من لكم مثل لقمان الحكيم ، أدرك العلم الأول والعلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر ، وكان بحرا لا ينزف.
__________________
(١) في م : «تجدوه» وهي أظهر.
(٢) سورة الضحى ، الآية : ١١.
(٣) ورد مختصرا في الحلية ١ / ١٨٧ وسير الأعلام ١ / ٥٤٣ وأسد الغابة ٢ / ٢٦٨.