أنبأنا أبو علي الحداد ، نا أبو نعيم أحمد بن عبد الله (١) ، نا محمّد بن أحمد بن الحسن ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، نا محمّد بن جعفر ، نا شعبة قال : سمعت حبيب بن الشهيد يحدث عن عبد الله بن بريدة أن سلمان كان يعمل بيديه فإذا أصاب شيئا اشترى به لحما أو سمكا ثم يدعو المجذّمين فيأكلون معه.
أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، وأبو المحاسن أسعد بن علي ، وأبو بكر أحمد بن يحيى ، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، قالوا : أنا عبد الرّحمن بن محمّد البوشنجي (٢) ، أنا أبو محمّد الحموي ، أنا عيسى بن عمر السّمرقندي ، أنا عبد الله بن عبد الرّحمن الدارمي ، أنا يعلى ـ يعني ابن عبيد ـ أنا محمّد بن إسحاق ، عن موسى بن يسار عمه قال :
بلغني أن سلمان كتب إلى أبي الدّرداء : إن العلم كالينابيع يغشاهن الناس ، فيختلجه هذا وهذا فينفع الله به غير واحد ، وإن حكمة لا يتكلم بها كجسد لا روح فيه ، وإن علما لا يخرج ككنز لا ينفق منه ، وإنما مثل العالم كمثل رجل حمل سراجا في طريق مظلم يستضيء به من مرّ به وكلّ يدعو له بالخير.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد ، نا قطن بن نسير (٣) أبو عبّاد الغبري ، أنا جعفر بن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس : أن النبي صلىاللهعليهوسلم آخى بين سلمان وبين أبي الدّرداء.
قال : ونا عبد الله بن محمّد ، نا شيبان ، نا سليمان بن المغيرة ، نا حميد ـ يعني ابن هلال ـ قال : أوخي بين سلمان وبين أبي الدّرداء فسكن أبو الدرداء الشام وسكن سلمان الكوفة ، قال : فكتب أبو الدرداء إلى سلمان : سلام عليك ، أما بعد فإن الله رزقني بعدك مالا وولدا ونزلت في الأرض المقدسة.
قال فكتب إليه سلمان : سلام عليك ، أما بعد : فإنك كتبت إليّ أن الله عزوجل رزقك مالا وولدا ، واعلم أن الخير ليس بكثرة المال والولد ، ولكن الخير أن يعظم حلمك ، وأن ينفعك علمك ، وكتبت إليّ أنك نزلت الأرض المقدسة ، وأن الأرض لا
__________________
(١) الخبر في حلية الأولياء ١ / ٢٠٠ ونقله الذهبي في سير الأعلام ١ / ٥٤٨ من طريق شعبة.
(٢) بالأصل بالسين المهملة خطأ والصواب ما أثبتناه.
(٣) بالأصل : «قسير» خطأ والصواب ما أثبت ع م ، وضبط عن تقريب التهذيب.