إلى سلمان فدخلا عليه في خصّ في ناحية المدائن فأتياه فسلّما عليه وحيياه ثم قالا : [أنت سلمان الفارسي؟ قال : نعم ، قالا :](١) أنت صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قال : لا أدري ، فارتابا وقالا : لعله ليس الذي نريد. فقال لهما : أنا صاحبكما [الذي تريدان ، وقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وجالسته ، وإنما صاحبه من دخل معه الجنة ، فما حاجتكما](٢) قالا : جئناك من عند أخ لك بالشام ، قال : من هو؟ قالا : أبو الدرداء ، قال : فأين هديته التي أرسل بها معكما ، قالا : ما أرسل معنا بهدية قال : اتقيا الله وأدّيا الأمانة ، ما جاءني أحد من عنده إلّا جاء معه بهدية ، قالا : لا ترفع علينا هذا إن لنا أموالا فاحتكم فيها ، قال : ما أريد أموالكما ولكن أريد الهدية التي بعث بها معكما. قالا : والله ما بعث معنا بشيء إلّا أنه قال : إن فيكم رجلا كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا خلا به لم يبغ أحدا غيره فإذا أتيتماه فاقرءاه مني السلام ، قال : فأي هدية كنت أريد منكما غير هذا ، وأي هدية أفضل من السلام تحية من عند الله مباركة طيبة.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمّد بن موسى ، قالا : نا أبو العباس الأصم ، نا الربيع بن سليمان ، نا أسد ، نا عدي بن الفضل ، عن حبيب الأعور ، عن أبي رجاء ، عن سلمان ، قال : الناس ثلاثة : سامع فعاقل [وسامع](٣) فتارك ، وسامع فعارف ، ومن الناس حامل داء ، ومنهم حامل شفاء ، ومن الناس من إذا ذكرت الله عنده أعاقك وأحب ذلك ، وإن نسيت ذكرك ، ومن الناس إن ذكرت الله عنده لم يغنك ، وإن نسيته لم يذكرك ، فتواضع لله وتخشع وخف الله يرفعك الله ، وقل سلاما للقريب والبعيد فإن سلام الله لا يناله الظالمون ، فإن رزقك علما فابتغ إليه كي تعلم مما علمك الله ، فإن مثل العالم الذي يعلم كمثل رجل حامل سراج على ظهر الطريق فكل من مرّ به يستبصر به ويدعو له بالبركة والخير ، وإن مثل علم لا يقال به كصنم نائم لا يأكل ولا يشرب ، زاد غير زاهر : وانّ مثل حكمة لا يخرج ككنز لا ينفع.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أحمد بن علي بن أبي عثمان ، أنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ،
__________________
(١) ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء ، والعبارة في الموضعين سقطت من الأصل وم.
(٢) زيادة لازمة للإيضاح عن م.
(٣) زيادة لازمة للإيضاح عن م.