أخبرناه عاليا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا أبو القاسم طلحة بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصّار ، أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد البغدادي ، نا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد الكريم الرازي ، نا أبو علي الحسن بن أبي الربيع الجرجاني ، أنا عبد الرّزّاق بن همّام ، أنا جعفر بن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس قال : اشتكى سلمان فعاده سعد فرآه يبكي فقال له سعد : ما يبكيك يا أخي؟ ألست قد صحبت رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ ألست؟ ألست؟ فقال : ما أبكاني واحدة من اثنتين ، ما أبكاني صبابة بالدنيا ، ولا كراهية للآخرة ، ولكن رسول الله صلىاللهعليهوسلم عهد إلينا أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب ، فلا أراني إلّا قد تعديته ، وأما أنت يا سعد اتق الله وحده عند حكمك إذا حكمت ، وعند قسمك إذا قسمت ، وعند همك إذا هممت.
قال : [ثابت](١) فبلغني أنه ما ترك إلّا بضعة وعشرين درهما نفيقة كانت عنده.
أخبرنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي قال : قرأت على القاضي أبي الحسن محمّد بن الحسن بن عتيق بن الرّوّاس ، وعلى الشيخ أبي محمّد علي بن زيد بن أحمد التّنّيسي ـ بتنيس ـ قلت لهما : أخبركم أبو محمّد عبد الله بن يوسف بن نصر بن أحمد الشّيباني فيما قرئ عليه ، نا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلّاد ، نا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة التميمي ، نا معاوية بن عمرو ، نا زائدة ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان قال : دخل سعد على سلمان يعوده فقال له : أبشر أبا عبد الله مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو عنك راض ، وترد عليه الحوض ، قال : فقال سلمان : كيف يا سعد وقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول :
«يكون بلغة أحدكم من الزاد مثل زاد الراكب حتى يلقاني» ولا أدري ما هذه الأساود حولي قال : فبكيا جميعا ثم قال له سعد : أوصني يا أبا عبد الله ، قال : اذكر الله عند همّك إذا اهتممت ، وعند حكمك إذا حكمت ، وعند يدك إذا قسمت (٢) [٤٨٥٠].
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، نا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، نا محمّد بن هارون الرّوياني ، نا محمّد بن المثنّى ، نا محمّد بن عمّار ، أنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان قال : دخل سعد
__________________
(١) زيادة عن م.
(٢) انظر حلية الأولياء ١ / ١٩٥ ـ ١٩٦.